حفظ الغذاء
هو أحد أشكال تكيف الإنسان مع البيئة من أجل البقاء، حيث وجد الإنسان منذ الأزل أن الغذاء لا يتوافر على مدار العام بشكل متساوي، ولاحظ أنه يمر بشكل متكرر بمراحل من الجوع والقحط والجفاف خلال العام، ومن هنا جاءت الفكرة لحفظ الغذاء من التلف لفترة طويلة، لأسابيع أو لشهور حتى يكون مخزوناً يتم استهلاكه في فترات الجوع وشُح الطعام.
يبدأ الغذاء النباتي بالتحلل فوراً فور حصاده أو قِطافه، كما يبدأ الغذاء الحيواني كذلك بالتحلل فور ذبح الحيوان أو فور حلب البقرة مثلاً، فكان الحيوان الذي يُذبح يجب أن يؤكل مباشرةً قبل أن يفسد لحمه، بفعل عوامل رطوبة الهواء وحرارة الجو وغيرها من العوامل التي تساعد على نمو البكتيريا وتحلل الغذاء، وكان المحصول الزراعي يجب أن يؤكل فور حصاده قبل أن يذبل ويبدأ بالتحلل، والمشكلة التي كانت تواجه الإنسان أنه يكن يجد ما يأكله في الفترات التي لم يوجد بها حيوانات للصيد أو يوجد بها محاصيل جاهزة للحصاد، فجاءت الحاجة إلى إيجاد طرق ووسائل لحفظ الغذاء لخزنه لفترة من الزمن حتى حين استهلاكه دون الاضطرار إلى استهلاكه مباشرة.
طرق ووسائل حفظ الأغذية
كانت طرق ووسائل حفظ الأغذية تُكتشف بالتجربة والخطأ ومن أشهرها:
التجفيف
أحد أقدم الطرق ووسائل لحفظ الغذاء، وكان الإنسان الأول يستخدم الهواء والشمس كطرق ووسائل طبيعية للتجفيف، وتستخدم طريقة التجفيف لحفظ أنواع مختلفة من الفواكه حيث تزيد من (فترة استهلاكها) من أسبوع أو أسبوعين إلى عدة شهور، فمثلاً التين الطازج قد يصمد أسبوعاً تحت عوامل الجو والرطوبة والحرارة وغيرها قبل أن يذبل ويبدأ بالتحلل، بينما التين المجفف يمكن أن يُحفظ لشهور إذا تم حفظه بشكل صحيح. وتشمل كذلك هذه الطريقة حفظ البقول والحبوب المختلفة ويمكن استخدامها على أنواع من اللحوم والأسماك، وتكمن فعاليتها في خفض نسبة الرطوبة في الغذاء، وبالتالي لا يبقى هناك ماء كافي داخل الغذاء لنمو البكتيريا التي تتغذى وتحلل الغذاء. ولكن لاحظ أن البكتيريا لا تزال تنمو في الغذاء المجفف لأن نسبة الرطوبة فيه انخفضت فقط ولكن لم تصل إلى صفر بالمئة، فتنمو البكتيريا على الغذاء ولكن بشكل أبطأ.
التخليل
هي أحد الطرق ووسائل الشائعة إلى يومنا هذا، وتشمل تخليل الخيار والجزر والزيتون والباذنجان (المقدوس) وأنواع أخرى من الخضار، أو حتى السمك، وتكمن فعالية هذه الطريقة بمنع أو تثبيط نمو البكتيريا بمنع الهواء عنها حتى لا تتنفس، وكذلك بإضافة الملح الذي يزيد نسبة الملوحة عن النسبة التي تمكّن البكتيريا من النمو بسهولة، وكثيراً ما نلاحظ أن قطعة الخيار أو الباذنجان التي تخرج من سائل التخليل يبدأ العفن بالظهور عليها، حيث أن البكتيريا تنمو من جديد عند عدم غمر الخضار المخلل بالسائل بالكامل.
عمل المربى
هي طريقة سائدة إلى اليوم الحالي، حيث يتم بها حفظ الفاكه بأنواعها المختلفة، وذلك بطبخها وإضافة كمية كبيرة من السكر إليها، ولاحظ أن كمية السكر الكبيرة تعمل عمل الملح بالجفيف، حيث يصبح الماء المتاح لنمو البكتيريا قليلاً، فالبكتيريا تحتاج لماء صافي لتنمو، وحين يذوب الكثير من الملح أو الكثير من السكر في الماء، يصبح الأمر وكأن الغذاء مجفف، ولا يعود هناك للبكتيريا ماء مُتاح للنمو.
التبريد أو التجميد
هي أحد الطرق ووسائل الحديثة والفعالة، وجاءت مع اختراع الثلاجات، حيث بتبريد أو تجميد الغذاء تمنع نمو البكتيريا التي تحتاج إلى جو معتدل ودافئ لتنمو، وكلها كانت الحرارة أقل كان ت مدة الحفظ أطول، فمثلاً لاحظ أن الدجاج خارج الثلاجة يفسد خلال يومين تقريباً، في حين قد تطول الفترة إلى أسبوعين أو أكثر عند تبريده في الثلاجة (يعتمد على درجة حرارة الثلاجة)، وتصل إلى سنتين أو أكثر إذا تم تجميد الدجاج في المُجمّد حيث يكون نمو البكتيريا في درجته الدُنيا، فلا يتحلل الدجاج ولا يفسد بسرعة.
التعليب
هي أيضاً من الطرق ووسائل الحديثة والفعالة لحفظ الغذاء، حيث يعتمد على عدة أمور منها منع الهواء عن البكتيريا حتى لا تنمو، وذلك بإغلاق المعلبات بشكل محكم، وكذلك يعتمد التعليب على رفع نسبة الملح كذلك لمنع نمو البكتيريا (لاحظ كمية الصوديوم العالية في المعلبات)، وإضافة مواد حافظة مثبّطة لنمو البكتيريا، ولذلك تدوم فترة الاستهلاك لسنوات بحسب نوع الطعام.
التمليح أو التجفيف بالملح
تشبه هذه الطريقة إلى حد كيف طريقة التجفيف، ولكن التجفيف لا يتم بالهواء والشمس بل يتم بإضافة كمية كبيرة من الملح.
ولمزيد من المعلومات حول طرق ووسائل حفظ الطعام ننصحكم بمشاهدة الفيديو الآتي.