خلق الله سبحانه وتعالى الناس وجعلهم في مجتمعات ودول، ومن أبرز الما هى اسباب في بقاء المجتمعات والحفاظ على استمراريتها هو وجود الأم، وقد عني الإسلام منذ وجوده بالأم وأولاها أهمية وفائدة كبيرة، وذلك تقدير لدورها السامي في النهوض بالأجيال، فتعرف ما هو فضل الأم؟ وتعرف ما هو السبيل للحصول على طاعتها؟ وهل يعد عيد الأم كافيا لإعطاء الأمهات حقوقهن؟
حرص الأسلام على بر الوالدين، وأولى الأم عناية كبيرة، ويظهر ذلك من خلال الأحاديث النبوية الشريفة، والتي تحظ على طاعة الأم، وقد سار الصحابة الكرام على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم في حث الناس على تقدير الأمهات والعناية بهن، وذلك لأهمية وفائدة الأم في توعية وتربية الأجيال، حيث تعد المنبع والمدرسة التي يتخرج منها الأولاد؛ وذلك ليتمكنوا من الاندماج في المجتمع، ولا يقتصر دور الأم على ذلك بل يتعداه إلى دور الحماية والوقاية للأطفال من الانحلال والتشرد والعمالة، وذلك كونها المرشدة التي توجه الأبناء إلى طريق الصواب، ويعتبر الحصول على رضا الأم واحد من أم ما هى اسباب النجاح في الحياة، والطريق الأمثل للحصول على رضا الله ومحبته والفوز بالحياة الآخرة، ويظهر ذلك من خلال النهي الذي ورد في الآيات الكريمة عن عقوق الوالدين، وحديثها عن دور الأمومة الذي تقوم به الأم، كما أن صلاح المجتمعات أو فسادها مرهون بصلاح الأمهات وفسادهن.
تم التعارف على مصطلح عيد اليوم أو يوم الأم، بحيث قامت الأمريكية أناجارفس بإحياء ذكرى والدتها، وقد روجت لذلك على أن يصبح اليوم الواحد والعشرين من مارس يوم خاص بالأم، وبعد ذلك أصبح هذا اليوم عيد للأحتفال بالأم، وتقديم الهدايا لها، وفي العديد من الدول يقام الأحتفال بذلك من خلال اقامة الصلوات في الكنائس، وذلك للإشادة بدور مريم العذراء، وتخصص ساعات محددة في المدارس من أجل الحديث عن فضل الأم وأهميتها، كما وتقوم العديد من الجمعيات الخيرية بتنظيم زيارات في هذا اليوم لدور المسنين والعجزة؛ وذلك لتقديم الهدايا والاحتفال بالأمهات اللواتي لم يجدن ولدا حاضنا لهن في الكبر.
الأم جوهرة ثمينة، لا يعرف قدرها إلا من كوته نار فقدانها، لذلك كونوا الحاضن الأول لها في كبرها لأنها هي التي من كانت الحاضن لكم في طفولتكم، وعليكم بطاعة وبر والداتكم للتتمكنوا من الحصول على رضا الخالق ومحبته، وعدم الزج بهن بدور العجزة، والتي تعد مأوى لا روح ولا عاطفة فيها.