حكومة الظل هي حكومةٌ غير متواجدة على المسار التنفيذي للبلاد وظيفتها توجيه النقد لرأس السلطة أو الحكومة القائمة ، ويطلق عليها في بريطانيا "المعارضة الوفيّة" . تتشكل حكومة الظل من قبل حزب أو تيار غير مشارك في "الحكومة التنفيذية" ، ةتأتي مهمتها في حاة سقوط الحكومة التنفيذيّة عن رأس عملها ، فتظهر حكومة الظل للسطح ليبدأ من هنا عملها ويتم تكليفها من قبل الجهة الحاكمة كـ(الرئيس أو الملك) ، وعادة ما تكون من الحزب الثاني دمن حدود البلد كتعرف ما هو حال الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة الأميركيّة ، كأن يشكل الديمقراطيين حكومة ظل في حال فوز الجمهوريين في الوصول الى سدة الحكم هناك .
ومن هنا نستنتج بأن هذه الحكومة غير رسميّة ، ولا تمتلك قوّةً فعليّة ، يشارك بها أعضاء معارضين للحزب المتواجد بالسلطة التنفيذيّة ، ومهمتهم توجيه اإنتقادات للسلطة ، لتظهر نفسها كبديلٍ ملائم في حال سقوط الحكومة . ظهر مصطلح "حكومة الظل" في بريطانيا في القرن التاسع عشر ، وفي منتصف القرن الماضي أصبحت تلك الحكومة جزءاً أساسياً في الحياة والمعركة السياسيّة في بريطانيا ، حيث أطلق عليها (الحكومة أو المعارضة الوفيّة لجلالتها) ، وتشير كلمة جلالتها إلى الملكة "اليزابيث" ملكة بريطانيا ، وأطلق على حكومة الظل أسم "المعارضة البرلمانيّة" في عدة دول كـ(نيوزيلندا) .
على الأغلب تشكل حكومة الظل من أكبر الأحزاب التي تشكل المعارضة ضمن حدود بلدٍ ما ، أعضاء الحزب ممثلين عن كافة الحقائب الوزاريّة التي تشكل الحكومة الحالية ، بحيث يعملون على توجيه اإنتقادات لها ، واقتراح السياسات البديلة لسياستها ، بهدف ان تحظى بدعمٍ شعبيٍ لها ، تمهيداً للإنتخابات المقبلة ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، يشكل حكومة الظل في بريطانيا "حزب العمال" ، بعد هزيمة هذا الحزب بيوم في بريطانيا ، أعلن عن تشكيل حكومة ظل يترأسها "آد ميليباند" وذلك في الثامن من تشرين الأول لعام 2010م ، وضم في أعضاءه نظراء للوزراء المستلمين للسلطة الفعليّة في بريطانيا ، واختير الأعضاء عن طريق إنتخاباتٍ داخليًة أجريت في الحزب ، تمهيداً لاستلام السلطة فعليّاً في حال سقوط حزب المحافظين .
بالإضافة لبريطانيا والولايات المتحدة الأميركيّة ، فإن حكومة الظل تنتشر في العديد من الدول مثل بولندا واليابان ورومانيا وجزر البهاما وأوكرانيا وأسكتلندا وسلوفينيا وجنوب إفريقيا وكوسفو وفرنسا وإيطاليا وأوستراليا . تعتبر حكومة الظل صورةً ساميّة للديمقراطيّة ، بحيث تدفع الجميع للعمل دون تهميش أي جانب ، والغاية دوما خدمة الوطن ، لهذا نجد الدول الدكتاتوريّة تخلوا من حكومات ظل .