بحسب المؤسسات المسؤولة عن دراسة اقتصاديات العالم والدول، فإنّ مستوى الغنى والفقر في الدولة يتم الحكم عليه من خلال قياس "متوسط الناتج المحليّ الإجمالي للفرد" في الدولة، وهو يعني مستوى الفرد المعيشي مقارنة مع الخدمات التي تقدمها الدولة ومستوى الدخل المعيشي للفرد وقدرته على التكيف والتعايش في الدولة من الناحية المادية، بالإضافة إلى نسبة البطالة وعدد سكان الدولة ومصادر الدخل لديهم.
بناء على ما سبق، فإنّه يتم تحديد أغنى الدول بالقياس إلى ما تمّ ذكره، وفي مقالنا هذا سنتعرّف على أغنى الدول في القارة الإفريقيّة بقياس "متوسط الناتج المحلي الإجمالي. ولذلك فإنّ الدولة الغنية الأولى في قارة افريقيا هي دولة "سيشل"، تليها في الترتيب دولة غينيا، ثم الغابون، ثم بوتسوانا، ثم جنوب إفريقيا، ثمّ ليبيا، ثم تونس، ثم ناميبيا، ثمّ الجزائر، وأخيراً دولة جمهورية مصر العربيّة.
دولة سيشل هي دولة إفريقية تقع في جهة المحيط الهنديّ بين قارتيّ آسيا وإفريقيا، وهي عبارة عن مجموعة من الجزر خلابة الجمال تنسب إلى إفريقيا جغرافياً، وسكانياً فهي آسيوية فمعظم سكانها لهم أصول هندية وصينية بالإضافة إلى أصول من استعمرها قديماً. تتكوّن دولة سيشل من مئة وخمس عشرة جزيرة، أشهرهم جزيرة "ماهي" وجزيرة "براسلين" وجزيرة "لاديجو". وقد تم اكتشاف هذه الجزر في القرن السادس عشر الميلادي، واتخذها القراصنة مخبأ لهم، ثم استعمرها الفرنسيون واستقدموا معها إليها العديد من الأفارقة العبيد، واستغلوهم في زراعة القصب والسكر والشاي والبن فيها، ثم احتلها البريطان واستقدموا معهم المزيد من العبيد الهنود والصينيين.
عملة البلاد الرسمية "الروبية"، وفيها عدة لغات ساحلية منها الكرويليّة، والعربيّة أيضاً، ويمثل المسلمين فيها ما نسبته 4% من عدد السكان. وعاصمة هذه الدولة والمدينة الأكبر فيها "مدينة فيكتوريا"، بينما يعتمد اقتصاد هذه البلاد على السياحة، والتي تعد مصدراً أساسياً للدخل فيها. وتشهد الدولة نمواً متسارعاً في التقدم والازدهار، حيث تبنى فيها أفخم الفنادق والمنتجعات السياحية التي تجذب ملاييناً من الزائرين سنوياً، لما فيها من جمال خلاب للطبيعة، حيث إنّ جزرها وشواطئها تعتبر من اجمل وافضل الشواطئ والجزر في العالم، ولذلك فهي تلقب بـ "لؤلؤة المحيط الهنديّ"، فشواطئها تمتاز ببياض رمالها ونعومتها، كما ويوجد فيها صخور الجرانيت المميزة، وهي صخور ذهبية اللون، كما ويوجد فيها تماثيل طبيعيّة تزين شواطئها، ومن أكثر ما يضفي عليها جمالاً لون الماء الزمرديّ والأزرق المخضر. كما وتعرف سيشل بتصديرها للكثير من المنتجات الزراعيّة كالقرفة، والفانيلا، وجوز الطيب، وغيرها.