النظام: هو أحد المصطلحات الهامّة التي نتعاطى معها بشكلٍ يوميّ أو شبه يومي، وهو من الكلمات وعبارات أو المصطلحات التي تتعدّد معانيها ودلالاتها وتتغيّر وفقاً للسياق الّذي تجيء فيه هذه الكلمة، لهذا السبب فإنّنا نجد أنّ لمصطلح النظام معنيان رئيسيّان وهما كما يلي:
المعنى الأوّل للنظام
النظام قد يأتي بمعني أيّ شيء يتألّف من العديد من العناصر المختلفة المتنوّعة والتي تترابط فيما بينها لتكوّن نظاماً كبيراً يصلح لأداء العديد من المهام. ومن هنا نجد أنّ النظام تعرف ما هو إلّا مجموعة من المتغيّرات التي تتجمع مع بعضها البعض لتشكّل وحدةً واحدةً متجمّعةً ومتكاملة ومتميّزة، وهذا الترابط على شكل نظام كامل يجعلها قادرةً على أن تندمج مع الأنظمة الأخرى بكل سهولة ممّا يعطي فائدةً أكبر بكثير ممّا لو عملت منفردة.
النظم منتشرة في كافّة المجالات؛ فهي تعبّر عن أيّة عناصر قادرة على الارتباط مع بعضها البعض لتشكيل هذا النظام المعيّن الّذي يربط فيما بينها، وقد امتدّ معنى النظام ليدخل إلى عالم السياسة؛ فالنظام في السياسة يعني الشكل الّذي تكون عليه الحكومة في دولةٍ معيّنة من الدول، حيث يتبع النظام في الدولة إلى العادات والقواعد سواء الدينيّة أم الشعبيّة المتبعة في هذه الدولة، ممّا يستطيع أن يعمل وبشكل كبير على تنظيم العلاقات في الدولة وخاصّةً علاقة المجتمع بالحكومة؛ إذ إنّ هذه العلاقة هي التي تضمن استمرار الدولة وبقاءها. وهناك نظم في مجالات أخرى كالمجالات العلميّة.
المعنى الثاني للنظام
قد تأتي لفظة النظام بمعنى التعليمات المتعلّقة بالانضباط؛ حيث إنّ الانضباط يعني أن يتمّ تكليف أي شخص حتى يسير على التعليمات المتبعة والقوانين النافذة ولا يخالفها، والنظام عندما يجيء بهذا المعنى فإنّه يدل حتماً على أنه هو المحافظ على استقرار المكان الذي يتمّ تطبيقه فيه، من هنا نلاحظ أنّ النظام هو شيء أساسيّ في الحياة وليس ترفاً لا طائل منه؛ فهو الّذي يحفظ الحريّات والحقوق للناس، وهو الّذي يحفظ عليهم الأمن والأمان سواء على مستوى الدولة أم على المستويات الأصغر.
واحترام النّظام يجب أن يتمّ غرسه في الإنسان منذ عمر الطفولة؛ لأنّ احترام النظام يعني احترام الشيء الأكبر الذي ينظّمه هذا النظام، فمثلاً إن احترم الإنسان النظام في الدولة والمتمثّل أو المتجسد بالقوانين والتعليمات النافذة فإنّ هذا يعني أنّهم يحترمون الدولة نفسها، وهذا نفسه مطبّقٌ وشاملٌ لباقي الأمور الأخرى. لهذا السبب فإنّه ينبغي أن يتم زرع احترام النظام منذ الصغر في الإنسان، واحترام النظام لا يكون في العلن فقط وخوفاً من العقوبة؛ بل يكون أيضاً حينما يختلي الإنسان بنفسه لأنّ النظام يجب أن يتم تطبيقه في السر والعلانية.