يعتبر حبّ الوطن من الأمور التي تشغل بال الإنسان منذ الميلاد إلى الممات، فالإنسان ومهما قسى عليه وطنه وضاقت عليه الظّروف فيه فإنّه لا ينساه أبدًا ولا ينسى أفضاله عليه، فالوطن بلا شكّ يسكن وجدان كلّ واحدٍ فينا، وترى أحدنا لو أجبرته الظّروف على ترك وطنه والسّفر إلى بلدٍ آخر لطلب العيش أو غيره فإنّه يبقى قلبه معلّقاً بوطنه يتذكّر أيّام الطّفولة والشّباب التي قضاها على أرضه. وإنّ أهميّة الوطن بالنّسبة للنّاس لا تقتصر على مجرّد الذكريات التي تنطبع في ذاكرة الإنسان؛ وإنّما تتعدّاها إلى أمورٍ كثيرة نذكر منها:
- الوطن هو البيئة الحاضنة لإبداعات الإنسان، فالوطن بلا شكّ يهيّئ لأفراده مناخاً للإبداع والعطاء بما يوفّره من بيئةٍ تتوافر فيها متطلبات العمل ويكون فيها هامش حريّة للبحث العلمي. وعلى الرّغم من أنّ الإنسان العربي يواجه كثيرًا من الظّروف السّيئة والمعيقات من فقرٍ وبطالةٍ وقلة حريّة، إلّا أنّه يخرج بين الحين والآخر كثيراً من المبدعين والمخترعين الذين يسطّرون بإبداعاتهم وإنجازاتهم صفحاتٍ مشرقة في سجل العطاء والإنجاز.
- الوطن هو الحامي لأفراده المدافع عنهم في شتى الظّروف والمخاطر، فالوطن حين يعدّ قوّة تدافع عن حماه فإنّه بذلك يدافع عن أفراده ويحميهم من مخاطر العدوان ومطامع الإنسان، وكم نرى من أناسٍ هاجروا وتركوا أوطانهم ولم يجدوا من يدافع عنهم ويتبنّى مطالبهم.
- الوطن هو المكان الذي يوفّر ما هى اسباب الرّاحة والعيش الكريم لأفراده، فالوطن حين يهيّئ مرافق للتّرفيه عن النّاس من حدائق ومتنزهات وغيرها فإنّه يساهم في التّرفيه عن المواطنين، كما أنّه حين يوفّر لمواطنيه ما هى اسباب العيش الكريم من وظائف مناسبة تتيح لهم الحصول على رواتب جيّدة فإنّه يساعدهم على أن يعيشوا عيشةً كريمة هنيّة بعيدةً عن المعاناة وشظف العيش.
- الوطن يؤمّن الرّعاية الصّحيّة والإجتماعيّة لمواطنيه، فالوطن حين يهيّؤ مرافق صحيّة من مستشفيات ومراكز صحيّة فإنّه يساهم في توفير الأمان الصحي لمواطنيه، وكذلك حين تتوفّر مراكز التنمية الإجتماعية والتّكافل الإجتماعي فإنّها تتيح للمواطنين أن يعيشوا في ظلّ أمانٍ اجتماعي.
وأخيرًا على الإنسان أن يدرك أن عليه واجبات يؤديّها لوطنه مقابل الحقوق التي يحصل عليها في هذا الوطن، وبالتّالي فإنّ عليه أن يسعى لخدمة وطنه بكلّ ما أوتي من قوّة وأن يسخّر جهوده في سبيل الوطن، وكذلك أن يسعى لحماية وطنه والدّفاع عنه إذا تعرض للإعتداء والعدوان، فكلّ مواطنٍ هو لبنة في بناء الوطن الكبير الذي يكبر ويعلو بنيانه بلحمة افراده وتكاتفهم.