قال الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، فالماء هو القلب النابض للحياة، وهو المكون الأساسي لكل تعرف ما هو موجود على سطح هذه الأرض، ولا يمكن الاستغناء عنه أبدا، فهو مهم للإنسان والحيوان والنبات، ومهم لحدوث العديد من العمليات الحيوية، فتشكل نسبته الموجودة على سطح الأرض 75%، متمثلة في البحار، والمحيطات، والأنها،ر والينابيع وغيرها، وتشكل ما يقارب 60% من جسم الإنسان، ونظرا لأهميته الكبيرة للمخلوقات والأرض، لا بد من ترشيد استهلاكه والحفاظ على مصادره وموارده، ولولا الماء لانعدمت الحياة، وهذا ما يميز كوكب الأرض عن غيره من الكواكب، فوجود الماء هو السبب الرئيسي لوجود الحياة.
يوجد للماء العديد من الاستخدامات في الحياة اليومية للناس، فهو ضروري بجميع مصادره، سواء كانت من البحار، أو المحيطات، أو الآبار أو غيرها، فتستخدم المياه العذبة بشكل رئيسي للشرب وتحضير الأطعمة المختلفة، ولأغراض السباحة والاستحمام، وللعديد من الأعمال المنزلية، كما وتستخدم لري المحاصيل، ويدخل الماء في كثير من الصناعات، وهو مهم لتوليد الطاقة بمختلف أشكالها، ويجدر الذكر أن المياه هي المصدر الرئيسي للثروة السمكية.
للماء أهمية وفائدة كبيرة لجسم الإنسان، فهو يساعد في امتصاص وهضم الغذاء في الأمعاء، ويقوم بنقل الأكسجين من الدم اللازم لتغذية الخلايا، ويساعد في الحفاظ على ليونة الجلد والجسم وحمايته من الجفاف، ويساعد في ثبات درجة الحرارة المناسبة، وله أهمية وفائدة كبيرة في الانتهاء والتخلص من السموم والفضلات عن طريق البول والعرق، ولا بد من الإشارة إلى أنه المكون الأساسي للدموع، كما ويساعد في الحفاظ على الأنسجة الناعمة الموجودة في الأعضاء مما يمنع التصاقها ببعضها البعض، ومن ناحية أخرى، يخسر الجسم الماء عن طريق البراز، والبول، والعرق، لذلك ينصح بشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميا، وإذا قلت نسبة الماء فإن الجسم يصبح أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحصى في الكلى.
نظرا للأهمية وفائدة العظيمة للماء، لا بد على الإنسان أن يوفر في استهلاكه قدر الإمكان، وتبدأ هذه العملية من داخل المنزل، وتكون من خلال عمل الصيانة اللازمة وبشكل مستمر للتأكد من عدم وجود أي تسريبات، بحيث يمكن بهذه الطريقة توفير كميات كبيرة من الماء كافية لأن يتم استهلاكها لمدة كبيرة، كما ولا بد من ترشيد استهلاك المياه، فمثلا: استخدام دلو الماء بدلا من الخرطوم عند غسل السيارة، ويعتبر هذا التصرف حضاريا ويعكس الاهتمام القومي بالماء والمصادر المهمة، وقد ارتفعت الدعوات التي تدعو إلى المحافظة على المياه وعدم الإسراف فيه حول العالم يوما بعد يوم.