خلق الله تعالى الكائنات على مختلف أنواعها وسيَر لها الأرض لتكون مستقراً وسكناً آمناً لجميع الكائنات، لكنه سبحانه وتعالى كرم الإنسان على سائر المخلوقات بأن وهبه ملكات عقلية مختلفة منها الإدراك، والفهم، والتفسير، والوعي، وتشبيك النتائج، وربط العلة بالمعلول وما إلى ذلك .
ومن هذا المنطلق وبكون الإنسان إنساناً “عاقلاً” له حريات وحقوقاً مستحقة تسمى حقوق الإنسان، وهذه الحقوق تكفل للإنسان القيمة والكرامة، والأمن والأمان الذي يكفل للإنسان أن يتخذ قراراته وينظم حياته . إن حقوق الانسان لا يوجد لها تعريفات محددة وتختلف تعريفات حقوق الإنسان من مجتمع إلى آخر وذلك حسب اختلاف الثقافة في المجتمعات . كما يختلف التعريف ومعنى وفقاً لاختلاف التصور الذي يوجد لدينا في المخيال الجمعي لكل من الظروف الزمانية والمكانية المختلفة. وبالرغم من اختلاف جنسيات البشر، وألوان بشرتهم، وأعراقهم، ومكان إقامتهم، ودينهم، ولغتهم، كل هذه العوامل ليس لها السلطة أو الغلبة على أن تحرم إنساناً من إنسانيته وحقوقه الأساسية، فحقوق الإنسان هي حقوق متأصلة في جميع الناس .
هنالك عدة مناحي يمكن من خلالها الحفاظ على حقوق الإنسان وضمان حرياته مثلاً : الأديان السماوية بالرغم من تعددها تضمن خلال تشريعاتها ونصوصها الدينية حقوقاً للإنسان مهما كان أو يكن، والقوانين المدنية أيضاً لأي دولة لا بد لها بالضرورة أن تحوي بنوداً ضمن دستور البلاد يكفل لمواطنيها حقوقاً تجعلهم يشعرون بانتمائهم لبلدهم الذي يقطنون به، وتوفر الحريات والحقوق يحفظ للإنسان كرامته وأمنه دون شعوره بالظلم أو الجور من السلطات المعنية، دستورية كانت أو تشريعية أو حتى قضائية .
ومن حقوق الإنسان نذكر : حق الحياة، وهذا الحق مشترك بين جميع الأيديولوجيات التي تعنى بكفالة الحقوق والحريات، كما أن هذا الحق من أبسط الحقوق وأكثرها أولوية من غيرها، ثانياً: حق التعليم لكل فرد في المجتمع، وهذا الحق يعود بالضرورة بالنفع على الدولة لما يساهم به من رفع مستوى الوعي والثقافة لدى أفراد الدولة وبالتالي نهضتها بجميع جوانبها على اختلافها، وثالثاً نذكر حق العناية الصحية بجميع المواطنين على اختلاف فئاتهم الجنسية (ذكوراً أو إناثاً)، وفئاتهم العمرية (أطفالاً، شباباً، شيوخاً )، وهذا الحق يقلل بالضرورة من مستوى الوفيات بين الأفراد، بالتالي يزداد عدد المواليد مع ارتفاع المستوى الصحي لدولة ما .