حقوق الإنسان
أعطى الله سبحانه وتعالى الإنسان التَّكريم والتَّشريف والحقوق والواجبات منذ اللَّحظة التي خُلِق فيها، وحقوق الإنسان لا يتكرَّم بها طرفٌ على الآخر إنَّتعرف ما هو حقٌّ أصيلٌ له؛ فقد عُرفت حقوق الإنسان بصورةٍ عامّة على أنَّها جميع الحقوق الأصيلة للإنسان والتي لا يملك أحدٌ منازعته إياها، والتي جُبِل عليها بحيث لا يُمكن العيش واستمرار الحياة بدونها.
من هذه الحقوق المتأصّلة العدالة، والمساواة، والكرامة، والتَّسامح، واحترام الإنسان، حيث إنّ كلَّ إنسانٍ على وجه الأرض له حريّة التَّفكير والفِكر والمعتقد والدِّين، كما لا يجوز تعريض الإنسان للتعذيب والتَّهجير والاضطهاد بسبب دينه أو عقيدته، كما أنّ من حقوق الإنسان الثَّابتة التَّسامح والتَّعايش مع الآخر رغم الاختلاف المذهبيّ أو الدِّينيّ أو العِرقيّ بسلامٍ وصداقةٍ واحترامٍ متبادلٍ.
خصائص حقوق الإنسان
إنّ حقوق الإنسان التي أُقرّت في الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان سنة 1948م وفي جميع المواثيق والمعاهدات كميثاق الأمم المتحدة لسنة 1945م، والعهدان الدوليان الخاصان بحقوق الإنسان لسنة 1966م، لها خصائص ثابتة وهي:
- الشُّموليّة: أي أنّ حقوق الإنسان شاملةٌ لكلِّ ما يتعلَّق بالإنسان وجميع حقوقه الإنسانيّة، والاقتصاديّة، والسِّياسيّة، والاجتماعيّة، والثَّقافيّة، والمدنيّة دون تقصيرٍ أو إهمالٍ في أيّ من هذه الحقوق.
- التَّكامليّة: أي أنّ حقوق الإنسان في كافّة مجالات الحياة تُكمّل بعضها البعض؛ فلا يُمكن ممارسة أو تطبيق حقٍّ منها بمعزلٍ عن بقيّة الحقوق، أو تطبيق حقٍّ بمقدارٍ معيّنٍ وتهميش آخرٍ أو تطبيقه بمقدارٍ أقلّ، أو إعطاء الأفضليّة لواحد أو اثنيْن من الحقوق على حِساب باقي الحقوق.
- الطَّبيعيّة: أي أنْ الإنسان مهما كان جِنسه ودِينه وعِرقه يكتسب هذه الحقوق بمجرّد الوِلادة؛ فهي تنشأ معه وتستمر حتّى وفاته، فهذه الحقوق ليست مُكتسبةً من أيّة سُلطاتٍ سياسيّةٍ أو تشّريعيّةٍ أو اجتماعيّةٍ، ووضع الحقوق في قوانين معينة وإطلاق اسم حقوق الإنسان عليها، إنَّتعرف على ما هى وسيلةٌ لتنظيمها وسهولة تطبيقها ونشرها بين النَّاس، وليست قوانين من أجل تشريع حقوق الإنسان وإنشائها؛ فالحقّ وُلِد مع صاحبه منذ أوّل مخلوقٍ وُلِد على هذه الأرض.
- العالميّة: ينتفع بحقوق الإنسان ومبادئها وتطبيقاتها كلُّ إنسانٍ يحيى على وجه الأرض بغضّ النَّظر عن دِينه أو جِنسه أو لُغته أو قوميّته أو لونه أو رأيه السَّياسيّ. المنظَّمات والجمعيّات التّابعة لحقوق الإنسان تعمل في جميع أنحاء العالم متجاوزةً حدود الوطنيّة والإقليميّة التَّابعة لها.
- غير قابلة للتّصرف: جميع حقوق الإنسان لا يجوز التَّصرف بها أو التَّفاوض عليها أو التَّنازل عنها أو المساس بها مُطلقاً؛ فهي من الخطوط الحمراء في الحياة.
