المخاطر التي تهدد الأوطان
كثرت الفتن والأخطار المحدقة بأمتنا العربيّة والإسلاميّة حتّى صار الإنسان لا يستطيع عدّها أو حصرها فإذا جاءت فتنة وانجلت أردفتها فتنةٌ أخرى في سلسلة من الفتن والمصائب التي لا تنتهي، وفي ظلّ هذا الحال الصّعب المتأزّم يبرز موضوع الحفاظ على أمن الأوطان كواحدٍ من أهمّ المواضيع والمسائل التي تشغل النّاس وتؤرّقهم، فالوطن إذا ما حافظ عليه الإنسان ودفع عنه الشّرور والفتن بقي وطنًا عزيزًا مصانًا، بينما تشكّل مسألة الغفلة عن أمن الأوطان ثغرةً للطّامعين المتربّصين بأمتنا وأوطاننا، فتعرف على ما هى أهميّة الوطن؟ وتعرف على ما هى الوسائل التي يمكن انتهاجها للحفاظ على أمن الوطن؟
أهمية وفائدة الوطن
يُعتبر الوطن مكان الولادة والنّشأة حيث يترعرع الإنسان فيه صغيرًا ويتربّى على أرضه وتحت سمائه يافعًا وكبيرًا، والوطن بلا شكّ يعني الكثير من المعاني للإنسان فهو الملاذ الآمن والعيش الكريم والكرامة الإنسانيّة والمعاني الجميلة في الحياة، ومهما ابتعد الإنسان عن وطنه أو غاب يظلّ حنينه واشتياقه إليه، فهو لا يغيب عن باله أبدًا ولا ينساه قلبه.
كيفيّة حفظ أمن الوطن
ونحن نرى الفتن التي تموج بمعظم الأقطار العربيّة والإسلاميّة والاستقطاب الشّديد بين مكوّناتها الاجتماعيّة، وما يتبعها من نزاعاتٍ طائفيّة وما ينتج عنها من حروب أهليّه لندرك أهميّة أمن الوطن كواحدة من القضايا الملحّة، وحتّى يتحقّق أمن الوطن على الفرد والدّولة أن يتبعوا ما يلي:
- تشريع الدّولة لقوانين وسياسات تقي المجتمع بمكوّناته المختلفة من الفتن والنّزاعات، فالمجتمعات العربيّة والإسلاميّة غالبًا ما تكون خليطًا لمكوّنات شتى وأصول مختلفة، ولا يمكن بحال صهر هذا الاختلاف إلاّ ببوتقة قوانين العدالة والمساواة بعيدًا عن الظّلم والمحاباة والتّهميش، وحالما تشعر جميع مكوّنات المجتمع أنّ المساواة أمر محقق على أرض الواقع فإنّ الولاء للوطن يتعمّق لديها ويشتد عوده فيصبح الوطن قويًّا متماسكًا ويسود فيه الأمن والطّمأنينة.
- أن يعتبر المواطن نفسه واقفًا على ثغرةٍ من ثغور المجتمع، فالإنسان في بلده ينبغي أن يدرك مسؤوليّاته وواجباته التي تحتّمها المواطنة الحقّة عليه، ومن بينها أن يحفظ الإنسان بلده فلا يسمح للغير بالاعتداء عليه أو الإساءة إلى أمنه، وأن يحرص على الذّود عنه اتجاه المخاطر المحدقة به وألا يتردّد في ذلك.
- أن تشكّل الدولة جيشًا قويًّا معدًّا إعدادًا كاملًا شاملًا من النّاحية الماديّة والمعنويّة، فمن النّاحية الماديّة يكون الإعداد من خلال تجهيز الجيوش والأساطيل التي تحفظ البلد وأمنه، ومن النّاحية المعنويّة يكون الإعداد من خلال تربية الإنسان على أنّ الدّفاع عن أمن الوطن هو واجب ديني ووطني وأخلاقي.