التّعامل مع الآخرين بنجاح لتحقيق الإستفادة القصوى من العلاقات الإجتماعيّة و الشخصيّة يتطلّب مهارة عالية و لباقة في الحديث و سرعة بديهة و قدرة على التّأثير على من حولك بشكل إيجابي لكي تكون محبوباً بين النّاس و ناجحاً في علاقاتك الإجتماعية . و التأثير ونتائج في النّاس لا يمكن أن يقوم به أي شخص لا يتمتّع بالمهارات الإجتماعيّة اللازمة ، و الذكاء الإجتماعي الذي يعني ضرورة توظيف تلك المهارات بالطريقة المثلى لتحقيق النّجاحات في العلاقات الإجتماعيّة على كافة المستويات ، بدءاً من الأسرة ، و مروراً بالأصدقاء و زملاء العمل ، وصولاً إلى التّعامل مع مجموعات كبيرة من النّاس لا تربطك بهم أية علاقات إجتماعية مباشرة .
و لكي تصبح شخصية مؤثرة فيمن حولك و تعطي إنطباع دائم بقوة الشخصيّة و جاذبيتها عليك أن تتمتّع بعدّة أمور ، و منها :
الثقافة و المعرفة العامّة : حيث أنّ الأشخاص القادرين على التّأثير على النّاس دائماً ما تجد أنّهم غزيري المعرفة و واسعي الثقافة ، بحيث يمكنهم الخوض في شتّى المواضيع بثقة و عن دراية ، دون اللّجوء إلى تلفيق آراء ليست قائمة على أسس علميّة أو معرفية حقيقية . و يمكنك أن تنمّي تلك الميزة في شخصيّتهم عبر القراءة المكثّفة في المجالات المختلفة ، يجب أن تكون مطّلعاً على الأحوال السياسيّة و الإقتصاديّة في بلدك و العالم ، كذلك أن تقرأ في مجالات التّاريخ و علم النّفس ، وتتابع آخر ما توصّل إليه العالم في مجال العلوم و التكنولوجيا ، بالإضافة إلى تنمية معرفتك بما يهم أغلب النّاس و هو الرياضة .
الصدق و إنكار الذّات : عليك أن تكون صادقاً دائماً فيما تقول ، و أن تكون أفعالك انعكاس لآرائك التي تطرحها في مختلف القضايا ، و هذا من أكثر الأمور التي يمكنها أن تزيد من ثقة الناس بك . كذلك أن تعمل من أجل الآخرين و تكون حاضراً في الأوقات التي يحتاجون فيها للمساعدة ، لكي تثبت بالفعل و ليس بالقول أنّك شخص على قدر المسؤولية التي يمكن أن تسند إليك أيّاً كانت .
الذكاء في التعامل : عليك بعدم الخوض في الأحاديث التي لا طائل منها إلا الإستعراض الفكري ، و أن تكون إيجابيّاً عندما تتحدّث مع الآخرين و تشجعهم على العمل و التفكير بإيجابية للتحسين من حالاتهم النفسية . كذلك تجنب الصوت العالي أو التوتر عند إجراء الأحاديث ، و لا تنزلق إلى مشادّات أنت في غنى عنها ، و في ذات الوقت لا تتهاون مع الباطل و كن إلى جانب الحق دائماً مهما كلّف الأمر .