يعتبر الغلاف الجوي أحد الطبقات المكونة لكوكب الأرض والتي لها تأثير ونتائج كبيرٌ ينعكس على حياة الإنسان، فهي الطبقة التي تميّز كوكب الأرض عن باقي الكواكب الموجودة في المجموعة الشمسيّة وهي أحد الأمور التي جعلت من الأرض كوكباً صالحاً للحياة على سطحه، إذ إنّ الغلاف الجوي هو الغازات التي تحيط بنا وتغلّف سطح الأرض وهي ممتدّةً من سطح الأرض إلى عدّة كيلو متراتٍ إلى الأعلى وهو مكوّنٌ أيضاً من عدّة طبقات تقوم كلٌّ منها بوظيفة محددة كحماية الأرض من الإشعاعات والمواد الكونية وتوفير الهواء الذي تحتاجه الكانات الحية على سطح الأرض كي تستمر بالحياة، ولكن يوجد على سطح الأرض العديد من المصادر التي تقوم بتلويث هذ الغلاف والتي تؤثّر سلباً عليه وبالتالي على الكائنات الحية بشكلٍ عام.
يمكننا تقسيم هذه المصادر التي تقوم بتقسيم الأرض إلى مصادر طبيعية ومصادر ناتجةٍ عن أفعال الإنسان، فمن المصادر الطبيعية لتلويث الغلاف الجوي هي البراكين والتي تقوم بإطلاق العديد من الغازات إلى الغلاف الجوي عند ثوران البركان، أو كعملية التنفس التي تتّم من جميع الكائنات الحية أو الحرائق التي تنتج من الطبيعة نفسها والتي تقوم بإطلاق الغازات بشكلٍ كبيرٍ جداً إلى الغلاف الجوي ممّا يؤدّي إلى تلوّثه.
أمّا مصادر التلوث التي تحدث نتيجة النشاطات البشرية المختلفة، والتي انتشر بشكلٍ كبيرٍ بعد الثورة الصناعية ولا زالت مستمرّةً بالانتشار حتى وقتنا الحالي، حيث إنّها تعدّ المسؤول الرئيسي عن التلوث الحاصل في الغلاف الجوي في الوقت الحالي والمشاكل وعيوب المختلفة المصاحبة لهذا التلوث، إذ إنّه مهما كانت درجة الملوثات الطبيعية فإن الطبيعة تستطيع التعامل معها وموازنتها، أمّا الملوثات البشرية فتفوق في حجمها قدرة الطبيعة على استيعابها.
إنّ أولّ الملوثات البشرية هي تلك الناتجة عن حرق الإنسان للوقود الأحفوري بأنواعه المختلفة إمّا في المصانع أو وسائل النقل المختلفة أو لاستخداماتٍ أخرى كالتدفئة وغيرها، كما أنّ الغازات المتطايرة والمستعملة في العمليات الصناعية المختلفة والتبريد وكمبيداتٍ للحشرات كالكلوروفلوروكربون فتعدّ أحد المسببات أيضاً لتلوث الهواء.
كمّا أنّ النشاطات البشرية السلبية المنتشرة في الوقت الحالي تعدّ أحد الما هى اسباب الرئيسية للتلوث كالحرائق التي تحدث في الغابات نتيجةً للإهمال البشري كرمي أعقاب السجائر مشتعلةً في الغابات، بالإضافة إلى النفايات التي تنتج عن نشاطات البشر والتي تؤدّي عند تحللها أو التخلص منها بوسائل أخرى إلى إطلاق العديد من الغازات التي تسبب تلوث الهواء، وأمّا الحروب والتجارب الحربية والإشعاعات النووية فتعدّ أحد الما هى اسباب الأخرى التي تسبب تلوث الهواء بشكلٍ هائلٍ جداً.