سورة محمد أو سورة القتال و هي سورة مدنية نزلت في المدينة المنورة و عدد آياتها ثماني و ثلاثون آية و سميت بسورة محمد نسبة إلى اسم الرّسول و نبينا محمد صلّى الله عليه و سلّم و تسمى سورة محمد أيضاً باسم سورة القتال ، سميت بذلك لأن محور و موضوع الآيات عن الجهاد في سبيل الله و قتال المشركين و تصف حال المؤمنين و حال الكافرين .
تناولت الآيات الكريمة في سورة محمد و تحدثت عن القتال و الجهاد و بالرّغم إنها نزلت في المدينة المنورة تحدثت الآيات عن أهل مكة المكرمة ، و بعدها تحدثت الايات الكريمة عن غزوة أحد و شهداء المسلمين في غزوة أحد و تذكرنا بأن الشّهداء في سبيل الله لا يضيع الله تعالى لهم أي عمل و سيجزى الشّهداء لقاء قتالهم في سبيل الله و خصوصاً قتال مشركي مكة المكرمة . إذاً سورة محمد نزلت بالأخص تحدثنا عن قتال الصّحابة و الذين قتلوا في سبيل الله تعالى في غزوة أحد .
تحدثت سورة محمد أو سورة القتال من ناحية أخرى و هي ساحة القتال حيث حثّت الآيات الكريمة المؤمنين على مقاتلة المشركين و ضرب أعناقهم و عدم الرأفة بهم و هي الإنتقام من المشركين و أيضاً بعد القتال تحدثت عن حكم الأسرى و أخذ أسرى المشركين و عدم إطلاقهم إلا بعد إنتهاء الحرب و لا يجوز إطلاق سراحهم أيضاً إلا بعد دفع فدية ، وبعد الأسرى تحدثت عن الشّهادة في سبيل الله و إن الله لا يضيع أجرهم .
حثّت سورة محمد المسلمين على نصرة الله تعالى و رفع راية الإسلام لأن من ينصر الله تعالى سينصره و ينزل في قلوب المسلمين الطمأنينة ، بينما المشركين ثبّت الله تعالى في قلوبهم الرّعب لأنّهم أعداء الإسلام دين محمد عليه الصلاة و السلام . حدثتنا سورة محمد عن أحوال أعداء الله و كيف آلت بهم عاقبتهم عندما أهلكهم الله تعالى لأنهم لم يطيعوا الرّسول الذي إنزل إليهم و كفروا بما جاء ، في هذا تذكير للمسلمين إنصروا دينكم آمنوا بما إنزل إليكم لأن غير ذلك ستكون عاقبتكم مثل عاقبة الأقوام السّابقة و هلاكهم . و قال الله تعالى بأنه مولى المؤمنين إذا آمنوا به أي إذا أطاعوا الله و امتثلوا لحكم الله سينصرهم و سيهلك الكافرين لينصر المسلمين ، و تحدّثت سورة محمد عن ثواب المسلمين في الآخرة من جنات و نعيم خالدين فيها . و القارئ في سورة محمد سيستدل أيضاً كيف طمئن الله نبيه محمد صلى الله عليه و سلم عندما أخبره عن قدرة الله تعالى في إهلاك المشركين في مكة لأن الله تعالى أهلك من هم أشد من قوم مكة من الأقوام الّسابقة ، و نذكر فضل سورة محمد من قرأها كان في آمان الله من الفقر و السّلطان و محفوظاً من الكفر و الشّرك و يسقيه الله من أنهار الجنة ، و إذا مات صلّى في قبره ألف ملك .