القهوة العربية
هي تقليد مهم من تقاليد الرّجل العربي في البادية، وقد أخذت القهوة العربيّة أهميتها كبديل للبن الإبل عندما لا يكون متوفّراً، وبالأخص عند انتهاء موسم الرعي والرضاعة في الخريف والشتاء، فلا يجد البدوي ما يقدّمه للضيوف، فكانت القهوة البديل الأفضل، ويفاخر العرب بها وبمذاقها، وارتبطت بالكثير من العادات التي اشتهر بها أهل البادية، فصارت البداوة مرتبطةً بالقهوة العربيّة.
وتبدأ التعليلة لدى البدو بفنجان من القهوة العربيّة السادة، وبها يظهر ترحاب أهل البيت بالضيف، ويضع فنجان القهوة أمام الضيف عادةً عند البدو حين يطلب شيئاً، وشربه للقهوة يدلّ على تلبية طلبه، أمّا إذا لم يشرب قهوته فهذا الفعل يعدّ إهانةً لأهل البيت، ومن عادات البداوة أن تظلّ النار في بيت شيخ القبيلة موقدةً وفوقها قهوة الشيخ كدلالة على الترحيب بالضيوف لتقصد بيته.
وتحفظ القهوة العربيّة في أباريق نحاسيّة مميزة تسمّى الدِّلال مفردها (الدلة)، وهي أنواع كثيرة؛ كالحساوية، والعمانية، والرسلانية، والقرشية، والبغدادية، وتُقدّم القهوة العربية السادة بفناجين نصف بيضويّة صغيرة دون مقابض، وتقدّم القهوة العربية للضيف، فإن أراد المزيد قدّم الفنجان بعد أن يشرب القهوة، وإن لم يرد المزيد حرّك الفنجان يميناً ويساراً مانعاً المضيف من الإضافة. وتقدّم القهوة العربيّة من قبل المضيف، ويجب أن يكون واقفاً ويضعها في يده اليسرى، والفناجين في اليمنى.
طريقة عمل القهوة العربية
لتحضير القهوة العربيّة تجهّز حُبيبات القهوة الخضراء وتحمَّص على نار هادئة في إناء معدني يسمى (المحماسة)، وتحرّك القهوة العربية بملعقة حديديّة طويلة حتى تصل حبوب القهوة العربية إلى اللون المناسب، ثمّ تطحن القهوة العربية بالمهباش الخشبي أو (النجر)، وتوضع بعض البهارات عليها كحبوب الهيل والقرنفل والزعفران، ثمّ توضع القهوة العربيّة المطحونة مع البهارات المُختارة في دلّة كبيرة تُعرف باسم القمقوم أو (المبهار)، ثمّ بعد أن تُغلى وتنقع بالماء توضع في دلال مُخصّصة للتقديم، وبعدها تقدّم للضيوف.
وفي العصر الحالي الأمر أسهل وأكثر بساطة، حتى أنّك تستطيع ابتياع القهوة بخليطها كاملاً من المطاحن الخاصّة وغليها وشربها فقط، وتستطيع أن تحصل على القهوة محمّصةً حسب الرغبة، ويمكنك طحنها في المطحنة الكهربائية، ثمّ تغلى على نار هادئة، وبعد ذلك توضع بالثيرموس، ويفضّل نقع الثيرموس بالماء الساخن قبل ربع ساعة ثمّ إغلاقه حتى انقضاء الوقت، وبعد ذلك تفريغ الماء ووضع القهوة بعد تصفيتها، ويمكن وضع بعض الزعفران والهيل بالثيرموس أيضاً.
وعادةً تقدّم القهوة مع بعض حبّات التمر؛ فالقهوة والتمر رمزٌ من رموز البداوة العربيّة، وعن طريق البدو انتقلت القهوة إلى تركيا وبريطانيا ثمّ إيطاليا، ونبتة القهوة عرفت أوّلاً في اليمن.