إنّ مدينة بغداد هي أكبر المدن في منطقة الشرق الأوسط، وهي العاصمة العراقيّة، وتحتل مركزاً مهماً من الناحية الإقتصاديّة، وكذلك الأمر بالنسبة للتعليم، وقد بنى مدينة بغداد ( المنصور ) وهو من الخلفاء العباسيّين، وتمّ بناؤها في القرن 8 للميلاد، وقد جعلها المنصور عاصمة دولته العباسيّة، لتصبح مدينة بغداد من أهمّ المدن التي تهتمّ بالعلوم في ذلك الوقت، وبشتّى المجالات، وأيضاً أصبحت مقصداً لكل طالبٍ يتوق لأن ينهل من منابع العلم الأصيلة.
تحدّثنا كتب التاريخ عن أنّ الخليفة العبّاسي الثّاني والمدعو بـ ( أبو جعفر المنصور ) كان يبتغي ببناء عاصمة للدولة العباسيّة تكون لها المكانة المرموقة بين المدن، خاصّة أنّ الدولة الإسلاميّة في تلك الحقبة كانت في ازدهار ونمو، فكان أن وقع اختياره على قرية تدعى ( بغداد ) وهي واقعة في المنتصف من نهريّ (دجلة والفرات)، حيث يمرّ بها نهر الصرا، وكان نتيجة لدراسته المتأنيّة لحال هذه القرية، حيث لاحظ بأنّها نقطة تجمّع التجّار الآتين من بلاد فارس في كل شهر، ونظراً لموقعها المتميّز، فقد أمر ببناء المدينة وأسماها ( مدينة السلام )، ومن بعد هذه التسمية أصبحت ( دار السلام )، ومن ثم أطلق عليها اسم ( مدينة المنصور )، وتلاها بعد ذلك اسم ( المدينة المدورة )، وبعدها تمّت تسميتها بـ ( مدينة الخلفاء )، ومن ثمّ ( الزوراء )، وبالرّغم من كل تلك الأسماء التي أطلقت على هذه المدينة، إلاّ أنّ اسم بغداد هو ما كان يصرّ الناس على ترديده عبر سنوات طوال، حتّى التصق بها هذا الاسم من سنين قديمة حتى أيّامنا هذه.
وقد كانت قديماً اللغة الفارسيّة هي لغة العراق في تلك الأيّام، ودامت هذه اللغة هي الرسميّة في البلاد حتى قدوم الإسلام، وتعود تسمية كلمة بغداد بالفارسيّة إلى معنى ( البستان العطيّة )، ويرى بعض الدارسين إلى أنّها تعني حرفياً ( عطية الصنم )، ولكن نجد أغلب الباحثين المعاصرين قد فضّلوا المعنى أن يكون ( هبة الله ).
إنّ بعض الحفريات القديمة التي تعد إلى زمن الملك نبوخذ نصّر، قد عثر على الكثير من الوثائق التي كان يذكر فيها اسم هذه المدينة ( بغداد )، حيث يرجع أصل التسمية إلى وذلك حسب اللغة السومريّة المعروفة في تلك المنطقة ( قلعة قبيلة الصقر ) حيث كانت تلفظ ( باغ داد ).