حليب الأم
يتغذّى الطفل عند ولادته في بداية حياته على حليب الأم، وأحياناً على الحليب الصناعي، ومن أهمّ ما يؤثّر على تغذية الطفل الرضيع هو نوع الحليب الذي يتناوله والعمر الذي يبدأ فيه بتناول الأطعمة الصلبة. يُنصح دائماً بإرضاع الطفل حليب الأم باستثناء بعض الحالات التي يوصى بعدم إعطاء الطفل حليب أمه؛ حيث إنّ الفوائد الصحية التي يحصل عليها الطفل من حليب الأم لا تقارن بغيرها مهما حرصت الشركات المصنعة لحليب الأطفال الرضع على مشابهته ومحاكاته (1).
تختار العديد من الأمهات إرضاع الطفل الحليب الصناعي منذ الولادة أو بعد أشهر منها كوسيلة تغذيته الكاملة أو كبديل لحليبها في بعض الأوقات، ويجب على الأم الحرص على اختيار الحليب المناسب لطفلها؛ حيث إنّ الحليب الصناعي الاعتيادي لا يناسب بعض الأطفال الرضع، وقد صمّمت العديد من أنواع الحليب الصناعي المناسبة للمواليد المبسترين (أطفال الولادة المبكرة) (Premature infants) والأطفال الذين يُعانون من الحساسية لبروتين الحليب البقري أو عدم تحمل سكر اللاكتوز والأطفال الّذين يُعانون من بعض الحالات الوراثية التي لا تُمكّنهم من تناول الحليب الاعتيادي، وقد تم تصميم حليب صناعي لا يُسبّب الحساسية كما تم تصميم حليب مصنوع من بروتين الصويا (1).
حليب الماعز
أما بالنسبة لحليب الماعز، فلم يتم السماح باستخدامه في تصنيع حليب صناعي مُخصّص للأطفال الرضع إلا حديثاً؛ حيث إنّه في عام 2004 قررت سلطة سلامة الغذاء الأوروبية أنها لا توجد معلومات كافية لاعتبار بروتين حليب الماعز مناسباً لاستعماله في حليب الأطفال الرضع، ولكن تم التراجع عن هذا القرار في عام 2013م، وبدأت بعدها الشركات المصنعة بعمل حليب الماعز المخصص للأطفال الرضع (2).
يجب على الأهل عدم اختيار أي منتج (حليب أو مشروب بديل عنه) غير مصمم لعمر طفلهم وحالته، مثل إعطاء حليب الصويا الاعتيادي غير المُخصّص للأطفال الرضع (1) أو إعطائهم حليب الماعز غير المصمّم لهم (1)، (4)، حيث إنّ حليب الماعز غير المُصمّم للأطفال الرضع يسبب نوعاً من فقر الدم يُسمّى فقر الدم المتعلق بحليب الماعز، وذلك لعدم احتوائه على كميات كافية من الفولات (حمض الفوليك) (1)، كما أنه يُعتبر عالياً بالبروتين والمعادن بالنسبة لأجسام الرضع، وهو لا يُحقّق احتياجاتهم التغذوية، ممّا يجعل منه خطراً عليهم، وقد يُسبّب العديد من المشاكل وعيوب الصحية (4)، أما بالنسبة للحليب الصناعي المخصّص للأطفال الرضع والمصنوع من حليب الماعز فيتمّ تعديل تركيبه وتدعيمه حتى يتناسب مع احتياجات الطفل الرضيع (3).
حليب الماعز للأطفال المصابين بحساسية بروتين الحليب البقري
قد يلفت حليب الماعز المخصص للأطفال الرضع الكثير من الأهالي الذين يُعاني مواليدهم من حساسية الحليب البقري، وقد يظنّون أنه مناسب لأطفالهم، ولكن يجب معرفة أنّ بروتين حليب الماعز يتشابه مع بروتين الحليب البقري، ولذلك فإنّ الطفل الذي يعاني من حساسية لبروتين الحليب البقري قد يعاني من حساسية لبروتين حليب الماعز أيضاً، ولا توجد إثباتات تدعم أنّ حليب الماعز مناسب للأطفال الذين يعانون من الحساسية لبروتين الحليب البقري (2)، وعلى العكس وجد أنه لا يعتبر بديلاً مناسباً في هذه الحالات (4).
مع السماح باستعمال حليب الماعز في حليب الأطفال الرضع، إلا أنّه لا يُوصى به كبديل آمن لحليب الأطفال الرضع البقري لمن يعانون من حساسية تجاهه، ويجب أن يتم إعطاء هؤلاء الأطفال الحليب المُخصّص للحساسيات، والذي يحتوي على بروتين مهضوم أو أحماض أمينيّة منفصلة (2).
ويجب تجنّب حليب الماعز غير المبستر بشكل كامل للأطفال الرضّع لما يحمله من خطر الإصابة بالتسمّمات والعدوى (4).
فوائد حليب الماعز للأطفال الرضع
يُعتبر حليب الماعز غذاءً ذا قيمة تغذويّة عالية؛ فهو يحتوي على بروتين عالي الجودة، وهو مصدر جيّد للأحماض الدهنية القصيرة السلسلة والمتوسطة السلسلة والمعادن والفيتامينات، وتُعتبر بروتينه أسهل للهضم وأقل فرصة للحساسية، وهو أقل في محتواه من سكر اللاكتوز من الحليب البقري (3).
يُعتبر حليب الماعز مصدراً للعديد من المركّبات ذات الفوائد الصحية، مثل اللاكتوفيرين والسكريات قليلة التعدّد (Oligosaccharides) والتورين (Taurine)، والأمينات المتعدّدة (Polyamines) والببتيدات النشطة، كما أنّه يُمكن أن يُحسّن من الإتاحة الحيوية للحديد مقارنة بحليب الأبقار (3).
بالنسبة لتأثيره على نمو وصحة الأطفال فقد وجد أنّه مشابه للحليب الصناعي البقري؛ حيث إنّه في دراسة أجريت في الصين على 79 طفلاً رضيعاً في عمر 0-3 أشهر، تمّت مقارنة النمو والحالة التغذويّة للأطفال الرضّع الذين أعطوا الحليب الصناعي البقري بالأطفال الرضع الذين أعطوا الحليب الصناعي المصنوع من حليب الماعز لمدّة 6 أشهر، ووجدت نتائج هذه الدراسة عدم اختلاف أيٍّ منهما عن الآخر في مقاييس النمو التي شملت الوزن والطول ومحيط الرأس.
كما لم تجد الدراسة فروقات في كميّة الحليب التي يتناولها الأطفال الرضع في كلتا المجموعتين، ولم توجد أيضاً فروقات في مستوى الدم من الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك والنحاس أو في تحاليل البول والبراز، كما لم تجد الدراسة فروقات في خطر تعرّض الأطفال في كلتا المجموعتين للوعكات الصحية (3).
ويبقى حليب الأم هو الخيار المتفوق في تغذية الطفل الرضيع (1)، (3).
المراجع
(1) بتصرف عن كتاب Rolfes S. R., Pinna K. and Whitney E./ Understanding Normal and Clinical Nutrition/ 7th Edition/ Thomson Wadswoth/ The United States of America 2006/ pages 509-518.
(2) بتصرف عن مقال Russel P./ WebMD/ Goat"s milk to be allowed in baby formula/ 2013/ www.webmd.boots.com/children/baby/news/20131119/goats-milk-baby-formula.
(3) بتصرف عن مقال Xu M. et al. (2015) Comparison of Growth and Nutritional Status in Infants Receiving Goat Milk–Based Formula and Cow Milk–Based Formula: A Randomized, Double-Blind Study Food & Nutrition Research/ 59/ eCollection 2015.
(4) بتصرف عن مقال Turk D. (2013) Cow’s Milk and Goat’s Milk Evidence-Based Research in Pediatric Nutrition/ 108/ Pages 56-62.