من منّا لا يتعرّض في لحظةٍ من لحظات حياته إلى مواقف يشعر فيها بالعجز أو التردّد أو القلق النّفسي ، فطبيعة الإنسان المجبولة على نوازع الحبّ و الكره ، و الرّجاء و اليأس ، و الخوف و الطّمأنينة ، تجعل من الإنسان و قلبه وعاء تعتلج فيه تلك النّوازع و الشّهوات و الميول و تتصارع ، فأيّها غلب ظهر على صاحبه في شكل طاقةٍ إيجابيّةٍ أو طاقة سلبيّة ، فنوازع الكره و البغض و اليأس و القلق و غيرها تولّد في نفس الإنسان طاقاتٍ سلبيّةٍ تحمله على تجنّب النّاس و بغضهم ، و الخوف من المستقبل و من كلّ شيءٍ طارئٍ مستجد ، و نوازع الخير من حبّ و رجاءٍ و أملٍ و طموحٍ تولّد في الإنسان طاقاتٍ إيجابيّةٍ تجعله دائم العطاء ، متوقّد العزيمة ، وإنّ الإنسان النّاجح في حياته و عمله هو الإنسان القادر على التّغلب على السّلبيات في حياته و قهرها ، و تعزيز جانب الإيجابيّات ، و هناك عددٌ من الأمور يستطيع الإنسان من خلالها التّغلب على السّلبيّات و قهرها ، نذكر منها :
الصّلاة ، فلا شكّ بأنّ الصّلاة عبادةٌ فيها راحةٌ للنّفس و الجسد ، و قد عبّر النّبي صلّى الله عليه و سلّم عن ذلك بقوله و جعلت قرّة عيني في الصّلاة ، و قد كان ينادي الصّحابي بلال رضي الله عنه ليأذّن بالصّلاة بقوله أرحنا بها يا بلال ، و إنّ السّجود في الصّلاة له أثرٌ عجيبٌ في النّفس ببثّ روح الطّمأنينة و السّكينة فيها ، و تفريغ هموم النّفس و سلبياتها ، و قد أثبت العلم الحديث أثر السّجود في إراحة النّفس البشريّة .
العمل الصّالح ، حيث يكون للأعمال الصّالحة آثارٌ في النّفس يلمسها المسلم ، فمن أراد أن يرقّ قلبه مثلاً عليه بأن يزور الأيتام و المساكين و يربت على رؤوسهم ، فبلا شكّ بأنّ قسوة القلب هي من سلبيات النّفس الإنسانيّة و التّخلص منها و الظّفر بقلب رحيمٍ رفيقٍ بالنّاس هو من الإيجابيّات ، و في الحديث من غضّ بصره عن محاسن امرأة أورثه الله حلاوة إيمان يجدها في قلبه ، فالعمل الصّالح له آثارٌ عظيمةٌ في النّفس ، تجعل الإنسان إيجابياً في حياته و تعاملاته .