لكلّ شعبٍ من شعوب العالم مناسبةً و عيداً ، فالعيد هو يوم يتّفق النّاس على تحديد زمنه و ينتظرونه كلّ سنةٍ للإحتفال فيه بأداء شعائر و طقوسٍ معينةٍ ، فعند النّصارى عرفت أعياد الميلاد حيث يحتفلون بمولد النّبي عيسى عليه السّلام و كذلك هناك رأس السّنة الميلادية عندهم حيث يجتمعون و يتبادلون التّهاني و يحضرون الطّعام ، و عند المسلمين عيدين هما عيد الفطر و هو العيد الذي يلي شهر رمضان المبارك حيث يكون يوم فرحٍ و مناسبةً لزيارة الأقارب و صلة الأرحام ، و عيد الأضحى المبارك حيث يحتفل المسلمون بقدومه بنحر الأضاحي تقرباً لله عز و جل و توزيع لحومها على الفقراء و الاستمتاع بهذا اليوم بالأكل و الشّرب و صلة الأرحام كذلك ، و هناك الأعياد التي تحدّدها الدّولة للاحتفال بها فتقوم بتعطيل الدّوام في الأماكن المختلفة مثل الأعياد الوطنيّة و أعياد الإستقلال ، و كذلك هناك أعيادٌ دوليةٌ مثل عيد العمال الذي عيّنه المجتمع إكراماً للكادحين في هذا العالم ، و هناك أعيادٌ انتشرت في أيامنا و ذاع صيتها وأصلها مستمدٌ من الحضارات الغربيّة كعيد الأمّ و عيد الحبّ و غيرهما ممّا لم يرد فيه أصلٌ من الدّين أو التّاريخ .
و هناك عيدٌ اشتهر في بلاد إيران و منطقة كردستان العراق سمّي هذا العيد بعيد النّوروز أو النّيروز ، و أصل الكلمة من نيو و تعني جديد و روز و تعني بالكرديّة يوم أي يومٌ جديدٌ ، فالإيرانيين و الأكراد عموماً هم أشهر من احتفل بهذا العيد و يتعتبرونه عيداً قومياً ، ينشدونه في كلّ عامٍ و يستعدّون له ، و يعتبر هذا اليوم رأس السّنة الفارسيّة في بلاد إيران و هو يوم الإعتدال الربيعي و يصادف اليوم الحادي و العشرين من شهر آذار ، فتعطّل الدّوائر الرّسميّة و الخاصّة قبله بيومٍ و تستمر إلى ما يقارب خمسة أيام ، يخرج النّاس فيها الى المراعي و الحدائق للإحتفال فيه ، و يلبسون اجمل وافضل ما عندهم من ثياب ، و يتزاورون فيما بينهم و يجتمعون ، و هو يوم الانتصار على الظلم عند الأكراد يشعلون فيه النّيران ابتهاجا بهذه المناسبة ، و يقال أنّ أصل هذا العيد من الزرادشتية أو المجوسيّة في بلاد فارس ، و بعض المصريين يحتفلون فيه بما يطلق عليه بعيد شمّ النّسيم حيث يحضرون أطعمة معينة في هذا اليوم .
و في عقيدة المسلمين و دينهم لا يوجد إلا عيدان هما عيد الفطر و عيد الأضحى و ما سوى ذلك كله مبتدع .