ويعتبر شهر رمضان ذو منزلة خاصة بين شهور السنة، وقد لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بشهر الله، فيه ليلة القدر انزل الله فيها القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهي من احسن وأفضل أليالي وأعظمها شأناً لما يتنزل فيها من خيرات ونعم، وشهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي خص الله عز وجل ذكره في محكم تنزيله، وتعني كلمة رمضان في اللغة الحر والصخب والتعب والشدة، فهو يشير للحر الشديد الواقع من الشمس على الأرض شديدة الجفاف، وبتالي فأن مصطلح رمضان مرتبط بالجوع والعطش والغذاء، وهي احد مقتضيات الصوم، حيث يتذكر الصائم في مثل هذه الأيام الفقراء والمساكين والضعفاء، من معاني كلمة رمضان الأخرى، معنى الاحتراق. و من هنا تكمن طبيعة الصوم فهو أيضاً تقضي على الذنوب و قبائح النفس و وغايات الشر في الإنسان كما تذيب الشمس الثلج.
وربما تحمل كلمة رمضان معاني أخرى، كالمطر العاصف كما يحدث أحياناً في الخريف أو الربيع و بتالي يمكن ربط هذا المعنى بالعديد من العوامل:
1. شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي اختصه الله عز وجل بالبركات و الرحمات كالمطر الغزير.
2. الصوم نتيجة للعناء الشديد يتجاوز الإنسان صعوبات الصوم كما يحتاج الجو العاصف من التحمل لتخطي المحنة.
3. المطر الغزير يطهر الأرض من الأوساخ والشوائب و يحيي الأرض بإحياء الأنفس، كما يطهر الصوم النفس من المعاصي و يعطي للقلب حالة من الصفاء والطهارة، وينزع نوابغ الحقد والكراهية.
و رمضان هو احد أسماء الله سبحانه و تعالى ، ولذا فإن المؤمنين مدعون في هذا الشهر ليكونوا ضيوف الله عز وجل، فيطهر رمضان الأنفس والقلوب و يحررها من التعلق في الدنيا و حب اللذات حتى يكونوا أكفاء لمثل هذه الضيافة.