عيد الفصح ، هو عيد مشترك في الاسم بين الديانة اليهودية والديانة المسيحيّة ، ولكنّه منفصل في المعنى والدلالة بشكل كلّي وحتّى في ممارسة طقوسه لدى الديانتين .
يعرف حسب الديانة اليهودية عيد الفصح ، أو عيد الفطر ، أو عيد الخروج ، حيث يحتفل أبناء هذه الديانة في الرابع عشر من نيسان ، وهو ذكرى لإنقاذ الله تعالى للشعب اليهودي بخروجهم من أرض مصر التي كانت تحكم من قبل الفراعنة ، وبذلك هرب اليهود متحمّلين المشقات والعذاب ، هاربين من الهلاك والتعذيب والعبودية التي كانت تمارس بحقهم ، وبذلك يكون عيداً دينياً وطنياً إذ تعتبر بداية نشوء للشعب اليهودي .
وقد أتى في كتاب التوراة طقوس هذا العيد بشكّل كامل ، حيث تمارس بكلّ دقّة من قبل الشعب اليهودي ، بدءاً من التذكر في طريقة الخروج حيث يشارك الأبكار الذكور في الصيام .
ومن طقوس هذا العيد أيضاً هو الخبز الخالي من الخمير ، الذي يعرف باسم ( الفطير ) ، ويتمّ أكله لمدّة أيامٍ سبعة وهي أيّام العيد الكاملة المحتفل بها ، مع حرصهم الشديد ألاَّ يضاف للطحين إلاّ الماء فقط ، وتكون الرقابة شديدة على طريقة العجن والخبز ، وألاّ يترك العجين في الهواء فترات طويلة لئلاّ يختمر تلقائيّاً ، حيث تروي حكاية الخروج ، أنّ اليهود عندما خرجوا من أرض مصر لم يستطيعوا إلاّ أن يحملوا معهم الخبز غير المخمّر ، نظراً لسرعة خروجهم والظروف التي كانت تحيط بهم .
وتكون العطلة إجباريةّ ، وذلك بحسب الشريعة اليهودية يوميّ الأوّل والأخير من العيد ، ويتوجّب على كلّ يهودي ، بمساعدة الفقراء والمحتاجين وتقديم الحسنات ، وذلك حكماً قبيل عيد الفصح ، كنوعٍ من إشعار المحتاجين منهمّ بأنّهم قد تحرروا من العبوديّة .
أمّا وحسب الديانة المسيحيّة ، فإنّ عيد الفصح لديهم يأتي كرمزٍ لقيامة السيّد المسيح عليه السلام من بين الأموات ، حيثّ تمّ صلبه من قبل اليهود ومات وقام في اليوم الثالث ، يوم الأحد المعروف بأحد القيامة ، والذي يكون اليوم الثالث من عيد الفصح اليهودي .
وقد كان لزاماً على المسيحيّين الصوم قبل عيد الفصح لمدّة 55 يوماً ، ونجد بعض الصائمين يقومون بقطع الأكل والشرب في الأيام الثلاثة الأخيرة من الصوم ، كمشاركة في آلام المسيح في درب الصلب والقيامة .
وبقراءات من الكتاب المقدّس ، تكون الطقوس الكنسية للعيد ، حيث يقوم الكاهن بمناولة الذبيحة المقدّسة من القربان الذي يرمز لجسد السيد المسيح ، ويختتم القدّاس بعبارة ( المسيح قام ، حقاً قام ) ، كشهادة المؤمنين بإيمانهم بقيامته .