للمسلمين عيدان رئيسيان هما عيد الفطر ( عيد المسلمين الصغير ) الذي يأتي بعد الشهر رمضان المبارك ( الشهر التاسع من أشهر السنة الهجرية ) حيث يكون في البداية شهر شوال ( الشهر العاشر من أشهر السنة الهجرية )، أما عيد الأضحى ( عيد المسلمين الكبير ) فيأتي في العاشر من شهر ذي الحجة ( الشهر الثاني عشر من أشهر السنة الهجرية )، و العيدان يأتيان بعد إتمام المسلمين لشعيرتين عظيمتين من شعائر الدين الإسلامي الحنيف، و كأن الله يقول لهم هنيئاً لكم ما أنجزتم من طاعة و عبادة خلال الفترة السابقة، فعيد الفطر يكون بعد صوم المسلمين لشهر رمضان المبارك، أما عيد الأضحى فيكون بعد أداء المسلمين لشعيرة الحج و وقوفهم على جبل الرحمة جبل عرفة في مكة المكرمة في التاسع من ذي الحجة، و يعد هذا أحد الما هى اسباب الرئيسية للاحتفال بالعيدين و تحديداً عيد الأضحى.
من المعروف أن إبراهيم – عليه السلام – كان قد هم بذبح ابنه إرضاءً لله تعالى الذي أمره بهذا و لكنه و عندما هم بذبحه كانت معجزة الله تعالى الخالدة التي سجلتها جميع الأديان السماوية و هي أن فداه الله بكبش عظيم نزل عليه من السماء، إيذاناً بانتهاء عصر القرابين البشرية، و الاستعاضة عنها كما فعل إبراهيم – عليه السلام -، حيث أن هذا اللحم و بعد الذبح يتم توزيعه على الفقراء و ذوي العوز و الحاجة حتى يسدوا جوعهم و بالتالي يتم إطعام أكبر عدد من الناس في هذا اليوم المبارك.
إن الاحتفال بعيد الأضحى هو احتفاء بالنبي العظيم إبراهيم – عليه السلام – الذي خاض تجربة إيمانية فريدة من نوعها أهلته لأن يصبح خليل الرحمن، و ينال هذه المنزلة العظيمة و الكبيرة التي وصل إليها، فمن يستطيع ببساطة أن يذبح ابنه بيده و أمام عينه ابنه الذي رآه بعد الكبر، و الذي يحبه حباً جماً، هو إنسان قد وصل إيمانه مرتبة جد عالية لا ينافسه عليها أحد، لهذا فنحن نحتفي بهذا العيد العظيم، تذكراً لهذه الحادثة العظيمة التي تعيد ترسيخ مفهوم وتعريف ومعنى الإيمان المطلق بحكمة الله تعالى و قضائه و قدره، فحادثة الذبح ليست حادثة عادية، بل هي حادثة فاقت كل التصورات و الحسابات و المنطق، حادثة تنبئ عن ضرورة اتباع الخالق في كافة اتباعاً مطلقاً و عبادته وحده و الإخلاص في ذلك، كما أنها تذكرنا بنبي ورسول عظيم مر في تاريخ البشرية.