اهتمّ الإسلام بكافة شرائح المجتمع و لم يغفل عن إصلاح المجتمع حيث جعل الله تعالى الأموال دولة بين الأغنياء منهم ، و سخّر الفقراء و سخّر المساكين ، حيث أوجب الزكاة و أوجب الصدقات للفقراء و المساكين ، حثّنا الله تعالى في كثير من آيات القرآن الكريم في إطعام المساكين لما له من الأجر و الثواب من ناحية و لتكفير عن ذنوب المسلم و من ناحية أخرى النّهوض بالمجتمع خصوصاً فئة المساكين بإطعامهم و توزيع الصّدقات و فضّلالله المسلم الذي يتصدق بأمواله على المسلم الذي لا يتصدق من أمواله.
إطعام المسكين واجب على كل مسلم لما فيه إحسان لأخيه المسلم المسكين حيث يثاب فاعل الخير و تاركه يأثم إن كان مقتدراً و جاره مسكيناً لا يجد شيئاً يسد رمقه و رمق أطفاله ،حيث جعل الإسلام أموال الأغنياء فيها حق للمساكين ، فإطعام المساكين ينهض بالمجتمع الإسلامي و يزيد من تماسك أبنائه حيث يشعر المسلم بأخيه المسلم و النهّوض بالأمة الإسلامية ، و جاء إطعام المساكين كفّارة و فدية لبعض ذنوب المسلمين مثل كفارة الحنث باليمين و الخلف بالنّذر و إفطار رمضان و في الحج إن خالف الحاج ركن من الأركان إن كان مريضاً، و في بعض المواضع من القرآن الكريم جعل إطعام المساكين آخر الحلول في الذنوب الكبيرة كالقتل العمد إن لم يقدر على الفدية الأولى في ترتيبها . لكن ما مقدار إطعام المسكين أو ما مقدار فدية إطعام المساكين و كيف يكون إطعام المسكين .
مقدار إطعام المسكين يكون بإخراج صاع من قوت البلد ، و الصّاع كتعرف ما هو متعارف عليه يساوي سبعمائة غرام من قوت البلد ، أو يكون بإطعام المسكين وجبة تشبعه ، فالمريض الذي لا يصوم رمضان كل يوم أفطره يخرج كفارة إفطاره و عن كل يوم يطعم مسكين و يتصدق عن إفطاره . و كفارة اليمين للذي لا يستطيع أن يصوم ثلاثة أيام يطعم مسكيناً. يختلف الصّاع من بلد إلى بلد لذلك تختلف الطّريقة و القيمة في إخراج الصّاع ، فكيلو من السكر أو كيلو من الأرز أو كيلو من التمر و غيرها من الأطعمة كفيلة بإشباع المسكين و تقيه قوت يومه . و في حالة إن لم يرغب أو يجهل بشراء قوت من قوت الطّعام يجوز له إخراج مقدار الكفارة بالقيمة النّقدية ، حيث يتم تقدير مقدار الصّاع و يدفع للمسكين المبلغ نقداً فالدّفع نقدا أيضاً كفارة للمسلم لاحرج عليه عندما يخرجها نقداً.
إطعام المسكين صدقة للمسلم فيها تطهير لأموال المسلم و فيها تطهير لنفس المسلم ، كل مسلم يتصدق و يطعم فيها مسكين يبارك الله تعالى له في ماله و يربيها ، و المسلم يشعر بداخله بأمان لأنه الله تعالى أثابه بالحسنات و تكون في ميزانه إلى يوم القيامة .