يشعر الإنسان حين يفقد إحدى أبويّه أو كليهما باليتم في حياته ، فوجود الأبوين في حياة الإنسان مهّم للغاية ، فكلّ واحدٍ منهما له دوره الذي يؤدّيه في نطاق الأسرة ، و كلّ واحدٍ منهما له صفاته و ميزاته التي تختلف عن الآخر ، فالأمّ لها دورٌ في رعاية الأطفال داخل المنزل من جميع النّواحي و توفير بيئةٍ تملؤها الرّحمة و السّكينة و تظلّلها المحبّة و الحنان ، و كذلك الأب في الأسرة له صفاته التي تميّزه و يؤدّي من خلالها دوره بكلّ اقتدارٍ ، فهو الذي يوفّر متطلبات الأسرة من طعامٍ و شرابٍ و كساءٍ و نفقةٍ ، و هو الذي يوفّر الحماية للأسرة و يشعر أفرادها بالأمان دائماً ، و بأداء كل فردٍ في الأسرة دوره تتكامل الأدوار و تستمر سفينة الأسرة بالمسير تمخر عباب الحياة بكلّ مسؤوليةٍ و تحمّل ، و قد جعل الله سبحانه و تعالى لمن يرعى اليتيم جزاءاً و أجراً ، فتعرف ما هو أجر كافل اليتيم ؟
روي أنّه قد جاء إلى النّبي صلّى الله عليه و سلّم رجلٌ يشكو قسوة قلبه فدلّه على أمرٍ يلين به قلبه و هو أن يسمح على رأس اليتيم و يطعمه من طعامه ، فالتّعامل مع الأيتام له آثارٌ عجيبةٌ في القلب و جعله رقيقاً مستشعراً لآلام النّاس و أوجاعهم ، و قد رفع النّبي صلّى الله عليه و سلّم أصبعيه السّبابة و الوسطى و فرّج بينهما و قال ، أنا و كافل اليتيم في الجنّة كهاتين ، فانظر أخي المسلم حال كافل اليتيم و كيف يكون أجره مرافقة النّبي عليه الصّلاة و السّلام في الجنّة و ما أعظمه من جزاء .
و قد نهى الله سبحانه و تعالى عن أكل مال اليتيم بل و عدّه رسول الله عليه الصّلاة و السّلام من كبائر الذنوب ، و قد علمنا أنّ الكبائر هي كلّ عملٍ ربطه الله بالوعيد و العقاب ، و قد جعل الله سبحانه من مصارف الزّكاة إنفاق المال على اليتامى و المساكين .
و المجتمع المتراحم هو المجتمع الذي يرحم اليتيم و الصّغير و ذي الحاجة و تسود فيه معاني التّكافل و التوادّ و التّراحم في ظلّ أحكام الشّريعة و توجيهاتها الرّبانيّة .