الصلاة هي من احسن وأفضل العبادات لأنها القناة والوسيلة التي يتصل بها الإنسان بربه، وهناك خمس صلوات مفروضات على كل مسلم في اليوم والليلة، وهذه الصلوات تبدأ بصلاة الفجر وتنتهي بصلاة العشاء وهنَّ صلوات مقسمات على امتداد اليوم والليلة، وبما أنهنَّ صلوات مفروضات، فهذا معناه أن الله تعالى يريد من الإنسان أن يتصل به 5 مرات في اليوم على الأقل، حتى يريح هذا الإنسان قلبه من الهموم وأن يدعو ربه بما شاء من أدعية، ومن هنا فالله تعالى أجبر الإنسان على راحته، هذا هو مغزى الصلاة إن أردنا أن نرى عظمة الله تعالى، ومن يقوم بالصلاة على أنها حركات ميكانيكية فقط فإنه قد خسر أجراً عظيماً وكبيراً من عند الله عز وجل، إلى ذلك فإن الصلاة إن لم تكن نتيجتها تهذيب النفس وتقويم الأخلاق فلا فائدة منها أيضاً لأن المتصل بالله تعالى يفترض به أن يكون رحمة على كل من حوله ومن المفروض أيضاً ان تنعكس صفات الله تعالى عليه وأهمها الرحمة وهو بدوره يعكسها على الناس.
صلاة الفجر هي أولى صلوات اليوم وصلاة العصر هي ثالث هذه الصلوات، وهما يأتيان في أوقات راحة الإنسان ففي صلاة الفجر يكون الإنسان نائماً مما يصعب عليه القيام للصلاة خاصة في أوقات البرد القارس، فمن يقوم ليتوضأ بالماء الذي يكون في الغالب بارداً ثم يصلي فهو إنسان مجاهد بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أما صلاة العصر فهي أيضاً قد تكون وقت القيلولة، وهي وقت صعب على الإنسان، لهذا ومن هنا فقد سميت هاتين الصلاتين بالبردين لأنهما يأتيان في وقت البرد.
لهذا فلهاتين الصلاتين كما لباقي الصلوات أجراً عظيماً، خاصة لمن صلاهنَّ بخشوع وتأني، فصلاة هاتين الصلاتين بخشوع يريح نفس الإنسان ويجعله إنساناً متميزاَ بلا شك عند الله تعالى. والصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً، لهذا فلا يجوز تأخير الصلوات دون أي عذر شرعي، ومن حصل وأخر الصلوات بسبب طارئ حدث له أو بسبب عذر شرعي فإنه يقضيه مع الصلاة التي تليها، ولا يؤجلها إلى اليوم التالي ليصليها مع الصلاة التي تكافؤها في اليوم التالي، ومن ضمن أبرز الأعذار الشرعية هي نسيان الصلاة وهنا يصلي الإنسان الصلاة فوراً عندما يتذكرها، كما أن هناك فئة من الناس لا يستطيعون أن يتركوا ما بين يديهم من أعمال لهذا يضطرون لتأجيل الصلاة إلى حين أن يفرغوا من العمل.
