بيّن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّ الإسلام مبني على عددٍ من الأركان أوّلها شهادة أنّ لا إله إلا الله وأنّ محّمدا رسول الله، وبعدها تأتي الصّلاة كركنٍ ثانٍ من أركان الإسلام، وفريضة دفع الزّكاة، وفريضة صوم رمضان وحجّ البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، وإنّ عمود الإسلام لا يكتمل إلا بوجود تلك الأركان، ذلك بأنّ كلّ ركنٍ من هذه الأركان له مكانته وفضله، وكذلك له ثمراته في حياة المسلم، ومن هذه الثمرات نذكر:
- ثمرة التّوحيد، ذلك بأنّ الإيمان بالله تعالى وحده وأنّه لا معبود سواه ولا شريك ينازعه في ملكه وحكمه يُحقّق في نفس المسلم العبوديّة لله تعالى وحده، فلا يدعو إلا إيّاه ولا يرجو الرحمة إلّا منه وحده، فترى عبادات المسلم متوجّهةً لله وحده، ولا شك بأنّ ثمار التّوحيد تتجلّى في صورٍ كثيرةٍ من صور حياة المسلم، فالمسلم الموحّد حقيقةً بالله تعالى يعلم بأنّ الله سبحانه قريبٌ منه يستجيب إلى دعائه فيفرّج كربه ويزيل همّه، ولا شكّ بأنّ ذلك يزرع في قلبه السّكينة والطّمأنينة، كما أنّ المسلم الموحّد قريبٌ من ربّه باعتقاده الصّحيح حيث يمتاز عن غيره ممّن ضلّوا عن سبيل الله تعالى، ولا شكّ بأنّ ذلك يضمن له القبول عند ربّ العالمين، وفي الحديث الشّريف أنّه لا يبقى أحدٌ في النّار ممّن قال يومًا لا إله إلا الله صادقًا من قلبه.
- ثمرة الصّلة بالله تعالى بأداء الصّلاة، فإقامة الصّلاة في أوقاتها وعدم تأخيرها مع حسن تأديتها على الوجه الذي يرُضي الله تعالى حيث الخشوع والطّمأنينة تجعل من المسلم مطمئن في حياته لما تحدثه الصّلاة من أثرٍ نفسي إيجابي في حياته وعلاقته مع ربّه والنّاس.
- ثمرة الصّبر بأداء فريضة الصّيام، فالمسلم حين يصوم شهر رمضان المبارك فإنّه يتعلّم الصّبر على شهوات البطن والفرج، وهذا ينعكس إيجابًا على شخصيّته فيكون صابرًا قادراً على ضبط انفعالاته في الحياة، كما يستشعر المسلم في صيامه حاجة الفقير والمسكين الذي لا يجد قوت يومه، ولا شكّ بأنّ الصّوم هو من الصّبر والصّبر جزاؤه كبيرٌ عند ربّ العالمين حيث يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب.
- ثمرة قصد بيت الله الحرام بأداء عددٍ من المناسك، فالمسلم حين يتوجّه إلى بيت الله الحرام لأداء عددٍ من المناسك، يتعلّم منها الكثير من الأمور ويتحصّل على كثيرٍ من الثّمار والفوائد، منها التّواضع حيث يجتمع الفقير والغني في صعيدٍ واحد لا فرق بينهما، كما يتعلّم الصّبر والتّحمل حين يؤدي منسك السّعي بين الصّفا والمروة.