الصلاة
لقد أنزل الله لنا القرآن الكريم، وفرض علينا خمسُ صلوات، ليس لشيء وإنما لنهتدي إلى صراط مستقيم، فما أمر الله الإنسان بشيء عبثاً إلّا وأن يكون من وراءه حكمة، ومصلحة عظيمة للإنسان، فالصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر، لذلك أمرنا الله بالصلاة كي نبتعد عن كل ما يجعلنا مذنبين ومخطئين، والصلاة هي عمود الدين، فإن صلُحت كانت كافة الأعمال صالحة، وإن فسدت فسائر الأعمال تكون فاسدة، لذلك هي ركن أساسي من أركان الإسلام وأتت في الركن الثاني بعد الشهادتين، لما لها من عظمة في الأجر، وسعادة في الحياة ورضا. في ليلة الإسراء والمعراج يوم أن عرج رسول الله صلوات الله عليه إلى السماوات العُلي، فرض الله على المسلمين خمسون صلاة في اليوم والليلة، وما كان من رسول الله إلّا أن يسأل الله التخفيف وانقاص عن أمته، حتى ثبتت على خمس صلوات في اليوم والليلة؛ إنّ الإنسان المسلم لا يترك صلاة واحدة من الخمس، فالصلاة هي تذكير للمسلم كي لا يغفل عن طريق الحق، وتجديد للعهد مع الله بالتزام أوامره ونواهيه، إن الإنسان في ظل انشغاله بيومه قد ينسى ذكر الله، فيؤذن المؤذنون وينادي لذكر الله، فيتذكر الإنسان معتقدات دينه وأفكاره وما عليه من واجبات دينية يجب إتمامها، فما خلق الله الإنس والجن إلّا ليعبدوه وحده لا شريك له.
لقد جعل الله لكل صلاة من الصلوات الخمس فضلاً، كي يستمر المسلم في أدائها وعدم التغافل عنها، ففضل صلاة الظهر وهي وقت اشتداد حرارة الشمس، وهي نفس الوقت الذي تسعر فيها جهنم، لذلك من يصلي الظهر يرحمه الله من لفحات جهنم يوم القيامة، وفضل صلاة العصر تكمن في أن من يصليها يخرج عن ذنوبه كما ولدته أُمه، وصلاة المغرب هي الصلاة التي يعطي الله فيها عبداً سألته عن شيء ولا يردّه خائباً، أما صلاة العشاء فمن يصليها يحرم الله عليه وقود النار، أما صلاة الفجر وهي الصلاة التي يضيعها الكثير، وهم لا يعرفون فضلها، فصلاة الفجر فيها الكثير من الأجر، يكفي أنّها تعادل الدنيا وما فيها.
فضائل صلاة الفجر
في ذمة الله
فمن يصلي الفجر فهو في ذمة الله، أي في حمايته من أي سوء، فهذه ذمة ملك الملوك وخالق الأرض والسموات، ويشعر بذلك المداومين على صلاة الفجر فلا يشعرون إلّا بطمأنينة عظيمة بعد أدائهم لصلاة الفجر، حيث ينزل الله السكينة على قلوبهم ويحميهم من شرور الإنس والجن ويحفظهم بحفظه ويرعاهم برعايته، وهو خير حافظ.
قيام ليلة كاملة
إنّ صلاة الفجر تعادل قيام ليلة كاملة، وقيام ليلة كاملة تضرعاً لله أجرها عظيم، ولا يقوى على قيام الليل إلّا المؤمن القوي في إيمانه، ولكن يمكنك أداء صلاة الفجر لتنال ثواب قيام الليل كله، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله) أخرجه مسلم.
النور التام
هذا وعد الله لمن يصلي الفجر، ألا إن وعد الله هو الحق، فمن لا يريد نور الله يوم القيامة، ومن لا يريد أن يحظى برحمة من الله، ومن لا يرجو محبته، فهو أرحم الراحمين، قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) رواه أبو داوود والترمذي.
براءة من النفاق
إنّ المنافقين هم الذين يتثاقلون في الصلاة ويأخرونها لغير وقتها، ويتكاسلون عن أدائها، لذلك إن أردت ألّا تكون من المنافقين فعليك الالتزام بصلاة الفجر التي هي أثقل صلاة على المنافقين، وكي لا تكون واحد منهم فعليك الالتزام بصلاة الفجر حتى تبرأ منهم.
خير من الدنيا
إنّ ركعتي الفجر خير من الدنيا وما فيها، فما هذه الدنيا عند رب العالمين، فهي لا تساوي جناح بعوضة، تافهة جداً، ولكن ما عند الله خير وأبقى لذلك يجب على المسلم أن يداوم على صلاة الفجر، فكل ما في الدنيا زائل ولا يبقى سوى العمل الصالح الذي يشهد لك بصلاحك، فكن من الصالحين الذين يبيعون الدنيا بأرخص ثمن ويشترون الآخرة.
شهادة الملائكة
تشهد الملائكة على أداء المسلم لصلاة الفجر وتقوم بالثناء عليه وتمدحه وتقول في حقه اجمل وافضل الكلام، وهل هناك في الدنيا اجمل وافضل من ذلك.
دخول الجنة
صلاة الفجر هي سبب من ما هى اسباب دخول الجنة، من المعروف أن الجنة لا يدخلها إلّا المتقين والصالحين، ومن يستيقظ لصلاة الفجر والناس نيام فهو يريد الجنة، ويسعى إليها في ظلمات الليل، ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من صلى البردين دخل الجنة) والبردين هما ركتا الفجر.
أطيب الناس
إنّ المحافظين على صلاة الفجر هم من أطيب الناس عيشاً، وأحسنهم قلباً، وأنشطهم بدناً، فصلاة الفجر تجعل النفوس مطمئنة مرتاح، وتُقبل إلى يومك سعيداً ومبتسماً، ويجعل الله يومك مباركاً خالياً من التعقيدات والأزمات بإذنه تعالى.
الرزق
إنّ وقت الفجر هو وقت تقسيم الأرزاق، فمن يجتهد ويصلي الفجر ويدعو الله أن يرزقه، فلن يخيبه الله، ويبارك له في رزقه ويوسعها عليه، ويجعله راضٍ بمّا أتاه الله من فضله.
رؤية الله
ومن لا يتمنى رؤية الله عز وجل، ولقد وعد الله الملتزمون بصلاة الفجر أن يفوزوا برؤيته، وقد حدث رسول الله الصحابة على أنهم سيرون الله كما يرون القمر، ولكن إن التزموا بالصلاة، فما أعظم هذا الفوز.
أجر حجة وعمرة
إنّ من يصلي الفجر في جماعة، ويذكر الله ويقرأ القرآن حتى تطلع الشمس ويصلي صلاة الضحى فكأنما حج واعتمر وله أجرهما، ما عظم هذه النعمة، وكيف للمسلم أن يفوتها ويتناساها.
الفوائد الصحية لصلاة الفجر
إنّ لصلاة الفجر فوائد صحية إلى جانب الأجور العظيمة والمكاسب الكبيرة التي ينالها، وإن العلم الله يثبت كل ما كان يحدثنا عنه رسولنا الكريم، ومن الفوائد الصحية لصلاة الفجر:
- يكون غاز الأوزون بأعلى نسبه وقت الفجر، وتقل هذه النسبة بدءاً من طلوع الشمس، وهذا الغاز له تأثيرات مفيدة على جسم الإنسان وخاصة الجهاز العصبي، ويعمل على تنشيط العقلي والعضلي.
- أيضاً من الفوائد الصحية أن الشمس وقت شروقها يكون لونها قريب من اللون الأحمر وهذا اللون تم تصنيفه في علم النفس على أنه لون يبعث النشاط واليقظة للإنسان، وأيضاً تكون نسبة الأشعة فوق البنفسجية تكون بنسبة كبيرة ومن المعروف أن هذه الأشعة تقوم بتحريض الجلد على صنع فيتامين د.
- وأيضاً تكون نسبة الكورتيزون في الجسم في أعلى معدلاته وقت الصباح، ويقل وقت المساء، والكورتيزون هي المادة التي تزيد من النشاط وحركة الجسم وفاعليته، وتعمل على زيادة نسبة السكر في الدم الذي يمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها.
- إن صلاة الفجر تبعث عن الإنسان الهدوء، تنفس الحياة، الراحة، والطمأنينة، ويكون الجسم نشيطاً والقوة الذهنية والعضلية والنفسية كبيرة، مما يجعل الإنسان يعمل بجد واجتهاد ويتفانى في أداء مهماته، ومن يتعود على الاستيقاظ المبكر وأداء صلاة الفجر فسيجد أنه صحته ممتازة، ولن يشكو من الأمراض، وسيؤدي أعماله بطريقة أفضل.
