أصبحت مواقع البحث الإلكترونية ممتلئة بأسئلة مشابهة ، و أصبح من الضروري التحدث عن تلك الأسئلة التي تسال كثيرا ، و من تلك الأسئلة و التي أصبحت تسيطر على العقول و خاصة عقول الشباب كيف اعرف مستقبلي ؟ اسأل نفسك الآن لم تريد معرفة مستقبلك و ما الذي ستفعله ؟ ستكون على قدرة بان تغيره ؟ و إن غيرته هل ستختار لنفسك احسن وأفضل مما اختاره الله لك ؟ بما أن الخوف من المستقبل أصبح هاجس للعديد من الشباب بل و الأطفال أيضا ، أصبح العديد من المنجمين يستغلون ذلك الخوف ليكونوا فرصة لهم ، فمنهم من قام بادعاء قدرته على معرفة الغيب من قراءة الكف ، و منهم من قال بأنه يعلم الغيب من قراءة الفنجان ، و منهم من يتنبأ بالمستقبل عن طريق الأبراج و منهم من يقوم باستخدام أساليب السحر و الشعوذة لمعرفة مستقبله ، قبل أن أبدا الحديث عن معرفة المستقبل سأتحدث عن بعض الأمور ، و منها أليس اليوم هو المستقبل الذي كنت خائفا منه بالأمس ، لم لا تفكر به و لا تشغل بالك بالمستقبل ، أي قم بالتحضير له دون معرفة ماذا يخبا لك ، و هناك شيء أخر و هو قال تعالى : " عالم الغيب لا يظهر على علمه أحداً " ، ألا تعني تلك الآية بان معرفة الغيب شيء مستحيل ، بل و تعني بان كل ما يقال عن معرفة الغيب هو شعوذة و ليست إلا كذلك ، و انظري لذلك الحديث أيضا قال رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ : " كذب المنجمون و لو صدقوا " ، إلا يدعوا هذا التحديث للتأمل أيضا ، إن الله لا يعلم غيبه لأحد ، و قال الرسول بأن المنجمون هم كاذبون ، فلم نحن نجري وراء تلك الأسئلة ، لم لا نجعل الأيام تمشي كتعرف ما هو المفروض لها ، فلنفترض انك علمت شيئا من المستقبل و هو انك ستموت بمرض خطير ، حسنا ما شعورك سيكون و أنت سليم من أي مرض ، كل ما سوف تفعله أن تنتظر ذلك المرض لسنوات و ستتخلى عن السعادة بحياتك و قد لا تفكر بالزواج بسبب ذلك ، و لنفرض أنهم نجحوا بالتخمين و بالفعل مت بسبب هذا المرض ، ولنفرض أيضا انك مت عند سن 60 عاما ، ماذا فعلت و أنت جعلت نفسك تنتظر المرض منذ شبابك ، أتعلم كان من الممكن أن تموت بحادث سيارة و ليس من ذلك المرض ، فلم ربطت حياتك بالمرض و أبقيت نفسك على انتظار للموت ، على الإنسان أن يتمتع و يعيش كل لحظة من حياته و أن يحضر و يجهز نفسه للمستقبل المجهول ، و أن يعلم بان كل ما يقدره الله له هو خير مما سيختاره هو فالله ارحم على عباده من أنفسهم .