من بين جموع الناس الذين نراهم، نجد من هو قويٌ رغم كبر عمره، ونجد من هون شابٌ ضعيف، وكذلك نجد من عمره كبير لم تظهر عليه علامات و دلائل الكبر، ومن عمره صغير لكنه كبيرٌ في المظهر، هذه المفارقات ليست خللاً بل هي حقيقة وهي تحقيق لتوازن نظام الإنسان، فهناك أشياء تطغى على أخرى فيكون هذا التباين، وهكذا بالنسبة لعقل الإنسان، نصادف كثيرًا في حياتنا شبابًا محدودي التفكير، نشعر أننا أمام طفلٍ وليس شاب في العقد الثاني من عمره، ونصادف أيضًا أننا نتحدث مع طفلٍ في المرحلة الإبتدائية فنجد أن أفق تفكيره يفوق عمره بكثير، ويتحدث في أمور، وكأننا نشاهد وزيرًا على التلفاز يتحدث، وهذا الفارق هو عمر الدماغ.
فما عمر الدماغ؟ وكيف يتم قياسه؟ وكيف يمكن أن ينمو الدماغ ليزيد عمره؟
الدماغ هو: مجموعة الحزمة العصبية المترابطة بشكل عجيب والتي تعمل كأداة للعقل، فالعقل يعمل بوجود هذا الربورت الذي يسمى الدماغ، وعمر الدماغ هو محاولة لقياس قدرات الدماغ ومقارنتها مع القدرات العامة والمعروفة لعمر معين، فمثلا طفل الثالثة من عمره تقتصر قدراته على تشكيل الأشياء بأصابعه عند اللعب وبنطق بعض الجمل واستيعاب بعض الأوامر، بينما طفل في السابعة من عمره ستكون قائمة عمل الدماغ لديه أكبر، وبالتالي عمر دماغه حسب المقياس العادي فهو أكبر من دماغ طفل الثالثة.
وعليه فإن اختبارات الدماغ هي لقياس هل إذا ما كانت القدرات العقلية التي يمتلكها شخص ما موازية لعمره الحقيقي، أم تفوقه، أم هي دونه، وهذا الاختبار يساعد للارتقاء بالدماغ، وممارسة التمارين الذهنية من أجل زيادة كفاءته المتمثلة بزيادة عمره قبل أن يتوقف الدماغ عن النمو أو التطور وهذا في سن التاسعة والثلاثين حسب دراسة امريكية، حيث تتشكل طبقة على الخلايا العصبية تشبه الغطاء البلاستيكي على الأسلاك، وهذا ما يجعل الدماغ يتراجع في قوته.
تتمثل إختبارات عمر الدماغ بمجموعة من الأسئلة تطرح على الشخص ويقوم بالإجابة عنها، منها أسئلة منطقية، ومنها أسئلة في التعامل في مواقف معينة، وهذه الأسئلة تحدد أشياء مهمة في عمر الدماغ فمثلا الطفل الصغير يميل للأنانية وحب التملك، بينما الشاب قد يميل للعطاء أكثر، فإذا طرح سؤال عن غرض شخصي تملكه هل بإمكانه إقراضه لصديقك، قد يجيب الطفل لا، بينما يجب الشاب نعم، ومن هنا تقاس الردود على المواقف والأسئلة التي تطرح.
هناك اختبار ياباني مشهور يقال أنه لقياس عمر الدماغ، ويتمثل في عرض مجموعة أرقام مقسمة على 10 مراحل، ويجب إظهار هذه الأرقام من الأصغر حتى الأكبر (تصاعديًا)، حيث يقيس هذا الاختبار سرعة الحفظ والانتباه واستعداد العصب البصري أيضًا.
واختبار ياباني آخر تمثلت أسئلته كالتالي:
وأسئلة كثيرة ثم في نهاية الاختبار تكون نتيجة عمر عقلك، وبكم هي أكبر من عمرك الحقيقي الذي تكون قد حددته في البداية، ولكل زيادة في العمر العقلي أو نقصان دليل، فمثلا الغالب يزيد عقلهم بخمسة سنوات عن عمرهم الحقيقي، ومن زاد أكثر من ذلك له اعتبارات أخرى.