ما أروع النّظافة في حياة الإنسان ، فالنّظافة حقيقةً هي سمةٌ من سمات المجتمع المتحضّر الرّاقي الذي يجمّل أخلاقه الدّاخلية من حسن تعاملٍ وبرّ بمظاهر النّظافة الشخصية والمجتمعيّة ، وإنّ أول شيءٍ ينبغي أن يلتفت إليه الإنسان هو نظافته الشّخصيّة والتي تعكس بلا شكّ صورته أمام النّاس ، فالإنسان النّظيف الذي يراعي أن يكون مظهره الخارجي في أبهى صورة هو الإنسان الذي يزيد من احترام النّاس له ، وبالمقابل يسيء عدم الإهتمام بالنّظافة الشّخصيّة إلى صورة الإنسان ، وترى النّاس ينفرون ممّن لا يحرص على النّظافة في بدنه ولباسه ويبتعدون منه ، ولا عجب في ذلك لأنّ الله تعالى يحبّ النّظافة ويحب المتطهّرين ، كما أنّ نفس الإنسان قد جبلت على حبّ النّظافة ، وإنّها الصّفة التي تميّز الإنسان عن غيره من الخلائق ، فكيف يحافظ الإنسان منا على نظافته الشّخصيّة ؟ .
- إنّ أوّل شيءٍ يجب أن يراعيه الإنسان في مسألة النّظافة الشّخصيّة نظافة البدن وطهارته من الأدران والنّجاسات ، فعلى الإنسان أن يحرص دائماً على الاغتسال وخاصّةً في أوقات الصّيف حيث تزيد نسبة التّعرق وتزيد نسبة ظهور الرّوائح الكريهة من الجسم ، وبالتّالي على الإنسان الحرص على الإغتسال ، كما أنّ عليه أن يحرص على أن يكون متطهّراً من الجنابة التي تنجس الجسم .
- بعد أن يغتسل الإنسان عليه أن يضع عطراً معيّناً على جسده يضيف لجسمه الرّائحة الزّكيّة ، وأن يستعمل مضادات التّعرق التي تمنع ظهور رائحة العرق ، على الرّغم من أنّ عدداً من العلماء يحذّر من مضارها إلا أنّه لم يثبت بالدّليل القاطع مضرّتها للجسم .
- بعد الإغتسال والتّطيب على الإنسان أن يحرص على لبس ملابس نظيفةٍ تفوح منها رائحة العطر الزّكي حتى إذا كان بين النّاس وخالطهم لم يجدوا منه إلا الرّيح الطّيبة الزّكيّة .
- لا ننسى أن نتحدّث عن عددٍ من العادات التي تدلّ على النّظافة الشّخصيّة ومنها استعمال فرشاة الأسنان بعد الأكل وقبل النّوم ، أو استعمال السّواك وهو سنّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ، كما أنّ على الإنسان أن يحرص على قصّ أظافره حتى لا تتعلق الأوساخ بها ، والحرص على أن يبقى شعره مهذّباً ، وكذلك لحيته ، لأنّ كثيراً من النّاس يطيلون شعورهم ولا يلتفتون إلى أنّه قد يعلق فيها من الأدران ما يشوّه منظرها أمام النّاس . ولحاهم
وأخيراً نقول إنّ النّظافة هي جزءٌ من الإيمان ، جعلنا الله جميعاً ممّن يحرص عليها .