حدّثني أحد الاصدقاء أنّه في يومٍ من الأيام و بينما كان خارجاً من بيته لشراء بعض الحاجيات فاستقل سيارته لأجل ذلك ، و بينتعرف ما هو يسير في إحدى الطّرق المزدحمة فإذا به يصطدم بسيارةٍ كانت واقفةً على جانب الطّريق ، و قد أثّر هذا الحادث على نفسيّته و خاصّةً أنّه لم يمض على حيازته لرخصة السّواقة إلا أياماً قليلةً ، و كان لسان حاله يردّد لقد رجعت في سواقتي إلى نقطة الصّفر بعد هذا الحادث ، فأصبح يخشى من الخروج إلى الطّرقات حتى لا يتعرّض إلى نفس الموقف ، و من النّاس من يحدثك كيف أنّه فقد الثّقة في يومٍ من الأيام و ذلك حين كان ينوي التّقدم لوظيفةٍ معيّنةٍ فلم يفلح في الحصول عليها ، و كانت متطلبات الحصول على الوظيفة صعبةً نوعاً معا ، إذ كان من المفترض أن يقدّم امتحاناً تحريريّاً حتى إذا اجتازه بنجاحٍ كانت أمامه مرحلة المقابلة الشّفهيّة ، و الحقيقة أنّ موضوع الثّقة بالنّفس و المحافظة عليها ، مع القدرة على استعادتها هي مسألةٌ هامّةٌ في حياة البشر ، فالنّاس الذين يثقون بأنفسهم هم أكثر قدرةً على مواجهة الحياة و متطلّباتها و عقباتها ، و بالمقابل ترى النّاس الذين لا يتمتّعون بقدرٍ كافٍ من الثّقة غير قادرين على التّرقي في أعمالهم أو تحقيق النّجاح المنشود ، و يتساءل الكثير من النّاس عن كيفيّة استعادة الثّقة بالنّفس بعد اهتزازها بسبب حادثٍ أو موقفٍ معيّن ، و لهؤلاء نقول
إنّ على الإنسان أن يدرك أنّ الثّقة بالنّفس هي التي تحقّق له أهدافه ، كما أنّ الثّقة بالنّفس هي العمود الفقري لنفس الإنسان ، فإذا اختلّت أو اهتزّت ، اهتزّت النّفس لذلك ، فإدراك أهميّة الثّقة بالنّفس هي مسألةٌ هامّةٌ في حياة النّاس ، و حين يدرك الإنسان أهميّتها فإنّه يسعى باستمرار للمحافظة عليها .
أن يدرك الإنسان أنّ لكلّ جوادٍ كبوة ، و أنّ الحياة فيها من العقبات و التّحديات الكثير ، و بالتذالي فإنّ الاستسلام لهذه العقبات و التّحديات يفقد الإنسان الثّقة بنفسه ، و يصبح غير قادرٍ على النّهوض مرة أخرى .
أن يتسلّح الإنسان بسلاح العلم و الإيمان ، فهما رافدٌ أساسيٌّ للنّفس البشريّة ، فالإنسان المؤمن يكون مستمسكاً بحبل الله المتين لا تهزّه العقبات و لا تثنيه الرّياح ، كما أنّ العلم يزوّد النّفس بالثّقة و يمنحها القدرة على تجاوز مشاكل وعيوب الحياة باقتدار حين يحسن الإنسان وضع الحلول المناسبة لها بعلمه و ثقافته .