خلق الله البشر مختلفين في طبائعهم وصفاتهم وأهوائهم ونفسياتهم وأجسامهم وأيضاً في شخصياتهم، فتتنوع أنواع الشخصيات بين سائر البشر فهناك الشخصية الواثقة القوية وهناك الشخصية المهتزة المترددة الضعيفة وهناك الشخصية المرحة والشخصية العصبية والشخصية الطيبة والشخصية المسالمة والشخصية الشريرة، فكل هذه الشحصيات وكل هذا التنوع هو بداعي التكامل لا بداعي التنافر والتباغض، فلا يوجد إنسان كامل، فالجميع يكمل الفرد والفرد يكمل الجميع هذه هي قاعدة هذه الحياة التي لا يختلف عليها اثنان من البشر، ومن يسعون إلى جعل الناس متساويين في اى شئ، هم بالقطع قد فهموا مغزى الحياة بشكل خاطئ فلم تصلهم المعلومات بالشكل الصحيح، فالهدف هو أن يحترم الناس بعضهم البعض على الرغم من اختلاف صفاتهم وأطباعهم وطرق ووسائل تفكيرهم، فالناس كالفسيسفاء جمالهم في اختلافهم.
أجمع الناس على محبة الإنسان الذي يتمتع بالشخصية القوية الواثقة غير المهتزة التي تقف وتصمد أما التحديات والمصاعب التي تواجهها، وتحاول التغلب عليها بكل شجاعة وبلا أن يدخل التردد والخوف واليأس إليها، فهي شخصية تعشق التحدي والمستحيل، وتحاول الاستقلال بقراراتها عن الآخرين، والانفراد بنفسها، وهي قد تكون قيادية نظراً لقدرتها على إدارة الموارد والكفاءات المتاحة باقتدار وإبداع مما يحقق النجاح لها ولجميع من هم تحتها من مرؤوسين، لهذا كله يجب السعي إلى الانتهاء والتخلص من ضعف الشخصية واستبدالها بقوة الشخصية، وهذا لا يعني نهائياً أن يتخلى الإنسان عن إنسانيته أو أن يصبح مصدر رعب وقلق دائمين للآخرين إنما يجب أن تبقى الطيبة والإنسانية والمشاعر الحسنة والطيبة جنباً إلى جنب مع الحزم والثبات وقوة الرأي والمبدأ.
يتم تقوية وتنمية الشخصية منذ الصغر عن طريق تعليم الأبوين للطفل كبفبة اعتماده على نفسه قدر المستطاع حتى يصبح واثقاً من نفسه ومن قدراته. ثم يجب على الإنسان أن يحاول قدر المستطاع أن يتغلب على مخاوفه التي تراوده من حين لآخر، لأن ذلك يعزز من ثقته بنفسه ومن قدرته على مواجهة التحديات والصعاب لهذا فالشخصية القوية تحتاج إلى البذل والتضحية، إضافة إلى ذلك يجب الحتكاك بالناس فمعرفة الطبائع البشرية تمكن الإنسان من معرفة كيف يتعامل مع من أمامه من الناس مما يؤدي إلى زيادة احترامه من قبل الآخرين ومن ازدياد فرصته على إثبات نفسه وقدراته ومهاراته التي يتملكها وبكافة المجالات، فيصبح مؤهلاً لتسلم دفة القيادة يوماً ما. ومن احسن وأفضل الطرق ووسائل لتقوية وتنمية الشخصية أيضاً أن يتمكن الإنسان من نفسه ويكبح جماح شهواته، ويتفرغ للغاية العظمى التي خلقه الله تعالى لأجلها.
