الإرادة حلم شخصيّ يحلم به الفرد ليكون شيئاً في نفسه ليصبح كما يريد حقاَ في هذه الدنيا . كلنا خلقنا لأجل عمل إرادة الله له ، لكن كيف أعلم ما واجبي حتى أكون وأحلم وأحقق إرادة الله لي . إعلم أنّ الله خلق ادم وأحبه وفضله على الملائكة لاستخلافه في الأرض ؛ لأنه يعلم أنّ هذا الكائن يستطيع فعل الكثير ، ولكن للأسف كثيرٌ منا لا يعلم لم خلق وماذا يريد.
فأول الإرادة القوية حلمٌ يسعى إليه ، فمثلاً كثيرٌ منا يريد أن يعمل شيئاً أو يحقق هدفاّ ويواجه صعوبة في ذلك لما ترتاح إليه النفس من الكسل وعدم المثابرة. فأول طرق وخطوات الإرداة تحديد الحلم والسعي وراءه، أكيد أنّ كل منا يحلم بتحقيق الكثير ولكن التحديد هو المطلوب الأول وتقسيم ما نريد هي الأهم فالمهم، والتركيز على تحقيق الأهداف متوالية ليس في آن واحد، فيجب أن ندقق في الأمر ونضع له ضوابط ولنلم في موضوعه، ويجب أن يرافق هذه الخطوة النظام ، فيجب أن نرتب يومنا وإعطاء كل شيء حقه، لأن الحلم دون تحقيق يدعو إلى الاحباط، دون دراية منا أن سبب ذلك عدم التننظيم وإعطاء كل شيء حقه.
علينا مكافئة أنفسنا على الإلتزام بهذه الأنظمة فنعطي لأنفسنا شيئا نفرح به، ونعاقب أنفسنا على تسويفنا وتأجيل عملنا، كما ويجب علينا اللجوء إلى ذوي الخبرة للمساعدة حتى نشعر أننا نجد من يحبنا ويرافقنا الطريق، ويدعمنا . يجب علينا أن ندعم أنفسنا لنكون مجتهدين حاضري البديهة لما حولنا ولما نعمل ، دائمي الملاحظة ، أقوياء التركيز، لا يعجزنا إلا الإتقان والجودة في العمل ونكرر المحاولات حتى نصل الى الهدف.
لنحاول أن نستفيد من أخطائنا ولا نكررها، نحدث أنفسنا عن حلمنا ونبتعد عن العبارات وكلمات وعبارات التي تهبط عزيمتنا ، فمثلاً نترك عبارة " لا أستطيع ، لا أقدر" بل أقول " أستطيع وأقدر" دائماً أحدث نفسي أنني إنسان ناجح فأنت نفسك القادر على فعل ذلك ، فيجب علينا أن نعلم أنّ هذه البدع ليست مكتسبة ممن حولنا بل في ذاتنا .
فمثلاً كلنا نريد أن نقوم لصلاة الفجر ولكن الكسل يثقل علينا، الا أنه اذا جاء يوماً وكان هناك موعد لعملية أو لطبيب فإن الانسان يحرك نفسه قبل المنبه، لشدة تعلقه لهذا الموعد، حتى يصل إلى الموعد دون تأخير، فإرادته القوية هي التي حققت ذلك. أو اذا أقبل اليك ملك الموت وأعطاك موعداً هل تستطيع دون محاسبة نفسك ومراجعتها!
فعلينا أن نعلي الهمة دائماً ويكون حلمنا هو محركنا الأول، علينا التخيل والشعور كما لو أننا حصلنا عليه لنعلم المشاعر القوية التي نحتاج إلى ذلك الأمر لنكون أقوياء الارادة، وكلما أصابك من الممل والإحباط ادعم نفسك بهذه المشاعر كي تصحو من غفلتك. وإعلم أن هناك من يحبك ومن يكرهك، واعلم أن لكل منهم رسائل إليك، لكن عليك أن تعلم إلى من تلجأ وعمن تبتعد، فنجاحك مفخرة لبعض الناس، ولكن لا تنسى أن هناك حاسدين لك؛ فابتعد عنهم. فالنجاح مبتغى الجميع ولكن ليس للجميع.
وكثيرٌ منا يحلم بالنجاح ولا يقدر عليه، لأنه يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والعمل والمثابرة، والصبر ولكننا نعلم أنّ النجاح جميل ولكن التميز اجمل وافضل . فإجعل حلمك مميز واسع إلى تحقيقه.