كل الناس يحتاجون إلى قوة الشخصية في وقت من الأوقات، فقوة الشخصية تساعدهم وبدرجة كبيرة جداً على أن يتجاوزوا كافة المحن التي قد يمروا بها، كما أنها تساعدهم على أن يفصحوا عن أفكارهم ورغباتهم بكل جرأة، أيضاً تساعد قوة الشخصية الإنسان على تجنب أذى الناس، عن طريق إيقافهم عند حدهم إذا تجاوزوا الحد المعين الذي ينبغي على العلاقة أن تبقى عنده، بالإضافة إلى ذلك فإن قوة الشخصية لها العديد من الأمور الإيجابية الأخرى والتي من أبرزها أنها تساعد الإنسان على أن يحقق رغباته وطموحاته، وأن لا يبقى شيء في صدره مكبوت بحيث يسبب له الضيق وقلة الحيلة الأذى النفسي الشديد.
لما أدرك الناس هذه المزايا لقوة الشخصية، سعوا جاهدين وبكل ما يمتلكونه من قوة إلى تقوية وتنمية شخصياتهم، ولعل من أهم الوسائل التي تساعد على أن يقوي الإنسان من شخصيته هي كثرة الاختلاط بالناس وعدم التقوقع على النفس والانطواء جانباً والانعزال عن الناس، حيث تساعد الخلطة الكبيرة بالناس على التعرف على أكبر عدد من أنواع الشخصيات التي من الممكن لأي إنسان أن يصادفها في حياته وأن يحتك بها، وعندما يعلم هذا الشخص حقيقة شخصيات الناس ويعلم كيف يتعامل معهم عندها ستقوى شخصيته وبشكل تلقائي وسيصبح قادراً على التعامل والتفاعل معهم وبشكل كبير جداً.
بالإضافة إلى ذلك فإن قوة المعلومات وسعة الاضطلاع يساعدان وبشكل كبير جداً على تقوية وتنمية شخصية الإنسان وبشكل لم يسبق له مثيل، فالعلم يساعد الإنسان على اكتشاف المجهول واكتشاف المجهول يقلل من رهبته في قلب الإنسان، وبالتالي سيستطيع أن يقترب منه وأن يتفاعل معه وبالطريقة التي تناسبه، وهذا هو جوهر قوة الشخصية.
كما أن للثقة بالنفس دور كبير في قوة الشخصية، فالثقة بالنفس تساعد الإنسان على أن يعلم مهاراته التي يمتلكها وأن يعلم طريقة استغلالها وهذا الأمر سيعمل على تحسين مخرجاته أياً كانت ومهما كانت هذه المخرجات، وكلما قويت مخرجات الإنسان وأصبح متمكناً من قدراته أكثر، كلما كانت شخصية هذه الإنسان أقوى، لهذا فيتوجب على كل فرد من الأفراد أن يعمل وبكل ما يمتلك من قوة على زيادته ثقته بنفسه وزيادة ثقته بقدراته ومهاراته التي يمتلكها حتى ينعم بحياة أكثر جمالاً وراحة وهدوئاً بعيداً عن مساعدة الغير في كل صغيرة وكبيرة بسيطة كانت أن معقدة. ولنتذكر أن قوة الشخصية لا تعني إطلاقاً التجبر والتكبر أو فرض الشخصية بالقوة بل تعني العكس تماماً.