لا يوجد إنسان لا يخلو من الموهبة، ففي كل إنسان منا شيء جميل وقدرة أجمل، قادرة إن سخرها وعرف كيف يستغلها أن تحيله إنساناً آخر غير الإنسان الذي عرفه الناس. والموهبة لوحدها لا تكون كافية حتى تنمو وتتطور إذ يجب أن تصقل بالخبرة والعلوم والمعارف، فالإنسان الموهوب عندما يتدرب أو يتعلم قد يصبح شيئاً عظيماً جداً، غاية في العظمة والتألق. ولكن وقبل كل شئ يتوجب على الإنسان أن يكتشف موهبته التي خلقت معه، وأن يكتشف مكامن قوته ومواطن ضعفه، حتى يعرف نفسه ويصبح قادراً على تلبية احتياجات نفسه تألقه.
بعد الاقتناع التام بوجود الموهبة مع كل فرد، فإنه يتوجب البحث الجاد عنها، والالبحث عن الموهبة يبدأ منذ الصغر، حيث يتولى الأبوان هذه المهمة، عن طريق تتبع ابنائهما و معرفة كيف يتصرفون وعن طريقة متابعتهم لهم لحظة بلحظة، فمتابعة الأهل لأبنائهم وهم صغار ومعرفتهم كيف يحب الأبناء أن يقضوا اوقاتهم، فالبعض يحب كرة القدم والبعض يحب الرسم والبعض يحب يقرأ والبعض يظهر تميزا علمياً والبعض يظهر تميزاً موسيقياً كل هذه المواهب يمكن ملاحظتها منذ الصغر، ويتوجب على الأهل ذلك.
وعندما يكتشف الأبوان الموهبة التي يمتلكها أبنائهم عندها يتوجب عليهم ان يعملوا جاهدين على تطويرهم وصقل هذه المواهب عندهم، وذلك يكون بتدريبهم وتصحيحهم إن أخطأوا، وإلحاقهم بمراكز متخصصة تنمي هذه المهارة عندهم، وعندما يكبر الأبناء سيكونون حتماً قد قطعوا شوطاً كبيراً، وسيكون عليهم حين إذ ان يظهروا إبداعاتهم امام الناس.
أما الكبار والذين لم يحظوا بالرعاية المناسبة منذ صغرهم، فلم تفتهم الفرصة نهائياً طالما الدم يجري في العروق، وطالما هناك نفس يدخل ويخرج إلى الرئتين. فالكبار قادرين على أن يعرفوا تعرف على ما هى هواياتهم، عن طريق معرفة، الإجابة على السؤال التالي: ما الذي أحب أن أقضي وقتي فيه أكثر شيء؟ إذا ما تمت الإجابة على هذا السؤال بكل صدق فإن نصف الطريق قد قطع، ويتبقى فقط تنمية هذه الموهبة و تطويرها وصقلها، حتى يصبح منتجاً من خلال موهبته. والأمثلة على الناس الذين نجحوا في إبراز مواهبهم عندما كبروا كثيرة جداً، و يمكن دراسة قصصهم، فقد تكون هذه القصص ملهمة.
كما ويتوجب على الدولة نفسها ان ترعى المواهب فالمواهب ثروة قومية، يمكن أن تخلصها إن أحسن استغلالها و تنميتها من مشاكل وعيوب كثيرة تعاني منها عندما تكبر هذه المواهب وتصبح قادرة على الإنتاج و البذل و العطاء.