ميول الإنسان هامة جداً له حتى يحدد هدفه وطريقه في الحياة، فبشكل عام، يحدد الهدف تلقائياً عندما يعرف الإنسان ميوله ورغباته أين تصب، فينقاد وراءها. وتتنوع أنواع الميول عند الإنسان ما بين الميول العلمية والميول الأدبية والميول الاقتصادية والميول الاجتماعية والميول الفنية والميول الرياضية وغير ذلك من الأمور. إضافة إلى مساعدة الميول للإنسان على تحديد هدفه الذي يسعى خلفه في حياته، فالميول يساعد الإنسان في بعض الأحيان على اتخاذ قرار معين في حياته، ومن هنا برزت وبشكل كبير أهمية وفائدة أن يعرف كل إنسان ميوله ورغباته في هذه الحياة التي يحياها، حيث أن الإنسان إن لم يكن له ميول لن يكون له طموح أو هدف ولن يعرف كيف سيقضي وقته وكيف سيتميز في هذه الحياة، وكيف سيترك بصمته قبل رحيله وغير ذلك من الأمور.
يبدأ ميول الإنسان يتحدّد ويتشكّل ويظهر عليه منذ الصغر، وهنا يبرز دور الأم والأب في معرفة ميول أبنائهم، ويمكنهم تحديدها عن طريق ملاحظة الأمور التي تلفت نظر أبنائهم، والأمور التي يقضون فيها وقتهم الأكبر، والأمور التي يلاحظون أن أبناءهم يستمتعون جداً في أدائها، وعن طريق مجالسة أبنائهم يومياً والتحدث معهم وفتح قنوات الحوار معهم ومعرفة مواجعهم وما يفكرون فيه بأسلوب جيد يناسب عمر الطفل ويحببه في والديه ويجعله مرتاحاً للحديث معهما أكثر من غيرهما، وعن طريق ملاحظة تصرفاتهم في المدرسة والتواصل الدائم مع معلّميهم، وهنا يقع على عاتق المعلمين دور كبير جداً في إنشاء جيل يعرف نفسه أولاً قادر على أن يخدم مجتمعه ووطنه عندما يكبر. وبمجرد أن يعرف الآباء ميول أبنائهم عليهم أن يعملوا جاهدين على أن تتحول هذه الميول إلى هواية يمارسونها وأن يصقلوا هوايتهم هذه بالعلم والمعرفة، فالهواية في العادة تكون مدفوعة بميول الإنسان ورغباته.
أما إن كبر الإنسان ولم يكتشف ميوله بعد، فهنا عليه هو أن يأخذ هذا الأمر على عاتقه، حيث يتوجب عليه أن يدرس نفسه بنفسه، فهناك أمور لا يجدي فيها سؤال الآخرين لأنها أمور شخصية جداً ولا يستطيع أي إنسان المساعدة فيها، فيمكن للإنسان معرفة ميوله وتوجهاته عن طريق معرفته بنفسه ومراجعة نفسه بشكل متكرر ويومي إن أمكن ذلك، ثم وبعد ذلك يستطيع الإنسان أن يكون قادراً على اكتشاف أكثر الأنشطة التي ارتاح لها، وبالتالي يستطيع أن يحدّد ميوله عن طريق إيجاد الأمور التي تتكرر يومياً من الأمور التي يحبّها ويمارسها باستمرار.
