لا نتعجب حين نقول أو ننبه على ضرورة اهتمام المرأة بنفسها وكيفيته ، لأنّه من الطبيعي ذلك فهي مخلوقة على الاهتمام بنفسها فهي تحب أن ترى نفسها جميلة دائماً ، وهي دائمة الشغف لتحصل على إعجاب من حولها ، ولكن كيف ولماذا ؟
من أهمّ ما هى اسباب اهتمام المرأة بنفسها أنّها أم المستقبل منشئة الأجيال ، وهي التي زعموا أنّها مظلومة ومهانة مسلوبة الحقوق ، وهي التي حضّ رسولنا الكريم على العناية بها وقد أوصى رجال المسلمين بذلك ، وهي المرأة التي تخرج لما العلماء والمفكرين والمصلحين والأئمة والقادة . وفي هذا العصر الذي يكثر له الصراع بين النفس والمجتمع وبين تعاليم الدين الإسلاميّ الحنيف ، نجد أنّ المرأة لا ترى الطريق الواضح لهذا الإهتمام ، فكثير منهنّ يلجأن للإهتمام بالمظهر الخارجي ، ويصبوا جميع أوقاتهنّ في ذلك تاركين ورائهم غذاء الروح الأهم والذي يمكن به الأمان ، ومنهن من يلجأن إلى الإهتمام بالروح تاركين الجسد ، وهنّ لا يعلمن أن لكل ما بك نصيب حتى تتعادل الأمور والنفس .
فمنهنّ من غلبت عليها حضارة الغرب بالتقليد الأعمى " متناسين " جذورهنّ وتعاليم دينهنّ ، ومنهنّ من احتفظت بالجذور ولم تطلق العنان لنفسها . علينا التوازن ، فالجانب الروحيّ حين تلتزمي به أولاً تغذي الروح التي هي منبع الخارج، فتقومي بالإلتزام بأداء العبادات على وجهها كالصلاة والذكر وقراءة القرآن والبر بالوالدين . وكذلك مراقبة النفس بالتقوى في كل الأمور ، والحجاب كما أمر الله ، واتخاذ صديقات صالحات حتى يعينوك على الإستمرار ويذكروك بالله حتى يطمئن قلبك ، وتهدأ ولا تمنعي نفسك من أن تمارسي حياتك كما تحبين ولا تدعي الزهد الكامل للدنيا .
بل عليك أن تكوني متحضرة واحسن وأفضل من المتحضرين أيضاً ، وذلك بأن تتسلحي بالعلم وتثقفي نفسك في مختلف العلوم ، ادعمي ثقتك بنفسك وأطلقي لنفسك العنان وادعمي جهودك في العمل النافع والخير إن استطعت في كل المجالات ، وتعرفي على نفسك وتحملي القدر المطلوب لهذا الجهد من الغذاء والرياضة وقومي بها .
جهزي لنفسك برنامجاً خاصاً بك لتنظيم وقتك ، وقومي بمكافأة نفسك بالتسلية والمتعة التي ترغبين بها بالحلال ، أعطي غيرك حقه وقومي بحقوقهم وحقوق أهلك ، وعليك بحق الصحبة والرعاية للزوج والأولاد وربيهم تربية حسنة ووجهيهم ، كما وجهي قدراتك الخيرة للمجتمع بكل ما فيه الصلاح والإحسان له ، ولا تنسي حق الله عليك .
حددي أهدافك في الحياة وارسمي الطريق للتحقيق ، فنجاحك يعني لك الكثير من الداخل ويبعدك عن المشاكل وعيوب الجسدية والصحية والنفسية ، وبهذا تكوني قد حققت الإعجاب المطلوب لنفسك قبل إعجاب الآخرين ، وهذا ما تتوقين إليه أيتها المرأة ، فلا تسعي إلى جمال زائف يفنيه الدهر ، وازني أمورك دائماً .
