موقع قرية لينة
تعتبر قرية لينة إحدى القرى العراقية والتي تقع تحديداً إلى الجنوب من محافظة رفحاء، بحيث تبعد عنها مسافة 105 كيلومتر لتشكل بذلك طريق تجاري مهم جداً بين كل من العرق ونجد، وبالقرب من طريق تاريخي آخر مهم كان يستخدم لمرور الحجاج، وهناك العديد من الروايات التاريخية التي تقول بأنّ قرية لينة تعد أقدم قرية في شبه الجزيرة العربية، فذكرت العديد من الروايات أتها ترجع إلى فترة سيدنا سليمان عليه السلام، أمّا عن حدودها مع المدن المجاورة فتشكّل مفترقاً لطرق ووسائل تربطها مع كلٍ من مدينة الرياض وحائل إضافةً للقصيم.
أمّا التاريح الجديد فيتحدث عن إشراقة هذه القرية باعتبارها كانت وما زالت مركز تجاري مهم يربط بين كل التجار الموجودين في العراق وشبه الجزيرة العربية، وتحديداً في المنطقة الشمالية المعروفة باسم نجد. وتضمّ هذه القرية العديد من الخزائن المستخدمة لحفظ المواد الغذائية ويطلق عليها اسم السابيط، التي كان ينقلها التجار من مكان لآخر، أمّا عن الآثار الموجودة فيها فتضم سوق آثار باقية إلى يومنا هذا، والذي بدوره يضمّ دكاكيناً مبنية من الطين إضافةً إلى مظلات مصنّعة تحديداً من سعف النخيل ومجموعة من الأعمدة، وأهم المواد الغذائية التي تباع في أسواقها تضك كلاً من الرز والتمر والطحين والسكر، إضافةً للملابس والأدوات المختلفة كالأواني، والذي ساهم في ذلك كله هو وفرة الآبار فيها والتي وفترت المياه فشجعت التجار على المكوث فيها، إضافةً إلى موقعها الاستراتيجي واحتوائها على أرض رملية ذهبية.
تاريخ قرية لينة
كما ذكرنا سابقاً فإن هناك ورايات تقول بأنّ هذه القرية تعود إلى عهد النبيّ سليمان عليه السلام، بحيث قام شياطينه بحفر أرضها وبنائها كما جاء في كتاب للأصفهاني فقال: "لينة ماء لبني غاضرة من أسد، بينها وبين زُبالة ليلة"، ويعود نسبها إلى قبيلة تُسمى بني أسد الذين أقاموا فيها مجموعة كبيرة من الآبار يصل عددها إلى ثلاثمئة بئر، بحيث قاموا بحفرها بطريقة مميزة ومذهلة جعلت كل من يشاهدها يستغرب عظمتها، إلّا أنّه حالياً لا يوجد منها إلّا بقايا وآثار بسيطة، وقد ذكرت في العديد من الكتب التاريخية التي أثنت على أهميتها، فقال عنها النابغة السكوني: "لينة المنزل الرابع لقاصد مكة من واسط وهي كثيرة الركى والقلب "الآبار" ماؤها طيب وبها حوض للسلطان وهي لبني غاضرة وقيل إن بها ثلاثمائة عين "والمقصود عين بئر إذ لاعيون في لينه".