يسعى كثيرٌ من النّاس إلى تغيير شخصيّته نحو الأحسن ، و الحقيقة أنّك لا تجد شخصاً راض ٍ عن شخصيّته تماماً ، و هذه من طبيعة النّفس الإنسانيّة ، فالنّاس يسعون دائماً أن تكون شخصيّتهم جميلةً محبّبةً تألف و تؤلف ، و لذلك ترى النّاس ينظرون كثيراً إلى أصحاب الشّخصيات المؤثّرة ، و تراهم يرغبون بالاقتداء بهم ، حتّى يصل الأمر بالبعض إلى تقديس تلك الشّخصيّات و هذا من الجهل و الضّلال ، و قد بيّن الله تعالى ضعف النّفس الإنسانيّة و كيف جبلت على حبّ الشّهوات من البنين و النّساء و المال ، و بالتّالي ينتج عن ذلك كلّه نقص النّفس الإنسانيّة و افتقارها للكمال بسبب تصارع نوازع النّفس و شهواتها مع ضمير الإنسان و أخلاقه ، و هذه حال كثيرٍ من النّاس الذين يسعون لتحسين أنفسهم و شخصيّاتهم فإنّهم يصطدمون أحياناً كثيرةً بنوازع أنفسهم ، فتراه أحدهم يسعى لهدفٍ معيّنٍ و يضعه نصب عينيّه ، ثمّ نتيجة شهوات نفسه و آفاته ينكص عنه و يتراجع ، و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّه قد كمل من الرّجال كثير ، و يفهم من ذلك الحديث أنّ الكمال النّسبي ممكنٌ في الحياة الدّنيا و إن كان صعباً بلا شكّ ، لذلك على الإنسان السّاعي لتغيير شخصيّته نحو الاحسن وأفضل أن يسعى لذلك ابتداء و هو مدركٌ بأنّ النّفس ناقصةٌ مفتقرةٌ في ما هى اسباب وجودها و حياتها إلى ربّ العزّة سبحانه ، و إنّ من الأمور التي تساعد الإنسان على تغيير شخصيّته نذكر :
أن يتخذ الإنسان المسلم من شخصيّة النّبي صلّى الله عليه و سلّم قدوةً له ، فقد اكتملت في شخصيّته كلّ صفات الكمال ، فإن أراد الإنسان معرفة أحسن طريقةٍ في تعامله مع زوجته وجد ذلك في سيرة النّبي الكريم و سيرة أصحابه الذين ساروا على نهجه و اهتدوا بهديه ، فكلّ حياة النّبي عليه الصّلاة و السّلام قد تمثّلت فيها أروع النّماذج و أسماها على الإطلاق في تعامله و عبادته و سائر شأنه .
أن يسعى الإنسان إلى تحسين شخصيّته بإرادةٍ و عزيمةٍ لا تلين ، فالإنسان الضّعيف لا يصنع شيئاً ، و إنّما يكون تبعاً للنّاس في أحوالهم ، فالأصل أن يكون الإنسان قويّاً يميّز الحقّ فيتّبعه ، و يميّز الباطل فيجتنبه .
