اول خلق الله
اختلفت الآراء وتعددت الأقوال والمباحث في أول مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى ، وعلى قدر تعدد تلك الآراء على قدر اختلافها ، واغلب الظن أن معرفة أو تخمين أول خلق الله ليس في أسس العقيدة ، فليس من اللازم البحث وراءها . ومن أقوال العلماء في أول خلق الله ما يلي :
أولا : هناك رأي يقول بأنه نور النبي صلة الله عليه وسلم، فقد ورد في كتاب بحار الأنوار عنه صلى الله عليه وسلم قوله : " أول ما خلق الله نوري , ففتق منه نور علي , ثم خلق العرش واللوح , والشمس وضوء النهار , ونور الأبصار والعقل والمعرفة "
ثانياً : القلم ، وهو أغلب رأي أهل السنة والجماعة ، وقد جاء في تفسير القمي عن الإمام جعفر الصادق قوله : " أول ما خلق الله القلم , فقال له : اكتب , فكتب ما كان وتعرف ما هو كائن إلى يوم القيامة "
ثالثاً : العرش ، حيث جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في بحار الأنوار : أول ما خلق الله العرش فاستوى عليه .
رابعاً : الماء . وقد ورد في كتاب أصول الكافي ما نصه : عن جابر الجعفي , قال : جاء رجل من علماء أهل الشام إلى أبي جعفر (عليه السلام) , فقال : جئت أسألك عن مسألة لم أجد أحداً يفسرها لي , وقد سألت ثلاثة أصناف من الناس , فقال كل صنف غير ما قال الآخر , فقال أبو جعفر (عليه السلام) : وما ذلك ؟ فقال : أسألك , ما أول ما خلق الله عزّ وجل من خلقه ؟ فإن بعض من سألته قال : القدرة , وقال بعضهم : العلم , وقال بعضهم : الروح , فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ما قالوا شيئاً , اخبرك أن الله علا ذكره كان ولا شيء غيره , وكان عزيزاً ولا عز , لأنه كان قبل عزه وذلك قوله : (( سبحَانَ رَبّكَ رَبّ العزَّة عَمَّا يَصفونَ )) (الصافات:180) وكان خالقاً ولا مخلوق , فأوّل شيء خلقه من خلقه الشيء الذي جميع الأشياء منه , وهو الماء .
خامساً : الهواء . لما جاء عن قول القمي في (تفسيره 1 : 322) , في تفسير قوله تعالى : (( وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء )) (هود:7) : وذلك في مبدأ الخلق إن الرب تبارك وتعالى خلق الهواء , ثم خلق القلم , فأمره أن يجري , فقال : يا رب بم أجري ؟ فقال : بتعرف ما هو كائن , ثم خلق الظلمة من الهواء , وخلق النور من الهواء , وخلق الماء من الهواء , وخلق العرش من الهواء , وخلق العقيم من الهواء , وهو الريح الشديد , وخلق النار من الهواء , وخلق الخلق كلهم من هذه الستة التي خلقت من الهواء .
سادساً : العقل . فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" أول ما خلق الله العقل " . بحار الأنوار .