يمكن تعريق الثقافة الإسلاميّة على أنها كلّ ما يختص بالمسلمين، وبإنتاجاتهم في كافّة المجالات، وبالتعاليم الدينيّة التي جاءت بها الديانة الإسلامية الحنيفة، بالإضافة إلى التاريخ الإسلامي منذ عهد الرسول محمّد –صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا. فالثقافة الإسلاميّة مصطلح واسعٌ جدَّاَ، ويتضمّن على العديد من الأمور.
الإسلام لم يأت لفترة أو حقبة معيّنة؛ بل جاء ليكون رحمةً للعالمين، وللناس كافّةً في كلّ زمان ومكان، فما استطاع الإسلام فعله في زمن قصير، لا يقارن مع ما كان من الممكن أن يفعله أيّ نظام آخر، فيكفي أن يقال إنّ الإسلام أوقف الحروب والتناحر والتدابر الّذي كان واقعاً بين العرب في الجاهلية، فألّف بين قلوبهم، وتلك نعمةٌ عظمى منَّ الله تعالى بها على أتباع هذه الرسالة الخاتمة، ولا يقدّرها إلّا من افتقد إلى الأمن والأمان بسبب الحروب أو النزاعات.
أهمية وفائدة الثقافة الإسلامية
في الحقيقة لا تنحصر أهميّة الثقافة الإسلاميّة في مجال واحد فقط؛ بل تمتدّ هذه الأهميّة لتشكّل العديد من المجالات المختلفة والمتنوعة، ومن هنا كان لا بد من التفصيل في أهميّة الثقافة الإسلامية في كل ناحية من النواحي المختلفة.
- أهمية وفائدة الثقافة الإسلاميّة روحيَّاً: الثقافة الإسلامية تتضمّن على إرث ديني وتعبّدي هائل، تركه لنا رسول الله الأعظم بعد وفاته، فقد قال –صلى الله عليه وسلم- في خطبة الوداع: (تركت فيكم ما إن تمسّكتم به فلن تضلّوا أبداً: كتاب الله وسنتي)؛ فالروحانيّات الموجودة في الدين الإسلامي عظيمة، ولها دور كبير في تنمية الأخلاق، والنفس الإنسانيّة، وتهذيب المشاعر الإنسانيّة. وهنا تبرز أهمية وفائدة الثقافة الإسلامية في تعريفنا بالطريقة التي نتّبع من خلالها تعاليم ديننا باعتدال ووفقاً لمشروطيّتنا الزمانية فضلاً عن المكانية.
- أهمية وفائدة الثقافة الإسلاميّة في بناء المستقبل من خلال الماضي: لا شكّ أن ارتباط الأمة الإسلامية بماضيها هو ارتباط وثيق جداً، لهذا فمن خلال قراءة التاريخ قراءة واعية، ودقيقة، وحياديّة يمكننا أن نعرف ما هى اسباب الضعف وعوامله، ونرى إن كانت هذه الما هى اسباب تنطبق على الأمّة في الوقت الراهن أم لا، فلو كانت فعلاً تنطبق يمكننا من خلال دراسة التاريخ أيضاً معرفة الطريقة التي يمكن أن تخرجنا ممّا نحن فيه من مآزق مختلفة.
- أهميّة الثقافة الإسلامية في تطوير الإنسان المسلم: الثقافة الإسلاميّة والإرث الإسلامي ليسا للتفاخر أو التباهي، كما أنّهما ليسا للتبجّح أو الانغلاق والتقوقع على الذات كما يفعل كثيرٌ من المسلمين اليوم، بل هما من أجل معرفة الطريقة التي يمكن للإنسان من خلالها بناء ذاته، وتعزيز قدراته، وزيادة فاعليّته وتأثيره من خلال اتّصاله مع الآخرين، والاحتكاك معهم، واحترام معتقداتهم؛ فلو كان المسلمون القدماء كمسلمي اليوم، لما كنّا نحن اليوم مسلمين.