حكم الموسيقى
الموسيقى تطلق على الصوت الذي يصدر من آلات على نسق محدد و بلحن معين. و في الشرع تسمى المعازف .
حكمها: اختلف العلماء في حكم الموسيقى فمنهم من قال بحرمتها مطلقا مستثنيا منها الدف.
و منهم من قال بجوازها مشترطا أن يكون الكلام المصحوب بها جائز شرعا.
أدلة الفريق الأول:
قول النبي صلى الله عليه و سلم الذي ذكره البخاري :
"سيأتي من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و المعازف" تفسير ابن عباس لقول الله تعالى " و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سيبيل الله"
حيث أنه قال مقسما بالله تعالى أنها المعازف.
الدليل الثالث: هو ما رواه أحمد عن علي بن كذيمة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم " إ، الله حرم عليكم الخمر و الميسر و الكوبة و قال : كل مسكرحرام " فسأل سفيان الثوري علي بن كذيمة ما الكوبة ؟ قال : الطبل
.
جمهور العلماء قال بتحريمها . و العلماء المحرمون لها هم التالية أسماؤهم: ابن تيمية ، و البخاري، و الأئمة الأربعة ، ابن القيم ، الصنعاني ، ابن حبان .و غيرهم.
القول الثاني: القول بحلها و أشهر من قال بحلها هو الشيخ ابن حزم حيث قال : إن حديث البخاري معلق و فيه راو مفقود حيث أن البخاري أورد في بداية السند قال هشام بن عمار و لم يقل لفظا من الألفاظ التي تدل على أنه سمع هذا الحديث من هشام مثل " سمعت أو حثنا .."
و هذا يدل على أنه لم يسمعه منه.
إيرادهم حديثا أن عمر رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و جمع امرأة تغني
فلما جاء عمر خافت و ألقت ما في يدها و هربت . و استدلوا بذلك على أنها كانت تحمل آلة
موسيقية ثم ألقتها هاربة.
و لا أريد الإطالة عليكم في الخلافات الفقهية و أورد الحكم مختصرا مع الرد المختصر على القول
الثاني .
حكمها أنها : محرمة. كما قال بذلك الألباني رحمه الله تعالى.
الرد على المحللين:
إن ابن حزم الذي قال بتعليق الحديث هو فقيه و ليس محدثا ، و بذلك فهو لا يعلم كثيرا في رجال
الحديث و إنما أخذ بالظاهر و هو عدم إيراد كلمة تدل على الاستماع من الراوي أو اللقاء به.
و لكن المحدثين يقولون أن : هشام هو شيخ البخاري و لازمه مدة طويلة .
و البخاري لا يورد دائما كلمة حدثنا ، خصوصا أنه من المشهور أن البخاري هو تلميذ هشام.
ثانيا : الحديث الذي يذكر عن المرأة التي كانت تغني في بيت النبي صلى الله عليه و سلم
ليس بالحديث الصحيح.
هل المعازف لها آلات محددة؟
المعازف تشمل كل الأنواع الطبول منها و الوترية و النفخية و غيرها من الأنواع عدا الدف
لأنه وردت أحاديث بجوازه. و بذلك فإن البيانو و السكسفون و غيرها من الأنواع محرمة.
سبب تحريم المعازف :
سميت بالمعازف لأنها تعزف الإنسان ذكر الله و تلهيه عنه و هذا هو سبب التحريم و هو أن القلب
يتعلق بها مع الزمن و يلتهي بها عن ذكر الله تعالى.
هل المؤثرات الصوتية البشرية محرمة كذلك ؟
لا ، فالمؤثرات الصوتية البشرية ليست من آلة عزفية .
هذا ، و الله أعلى و أعلم ، و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه .