الحمام نوع من الطيور التي يرغب كثير من الناس بتربيتها فهي جميلة ومميزة إذا تم تربيتها للزينة، ومنتجه إذا تم تربيتها والإهتمام بها من أجل التربح المادي من إنتاجها، وعلى مر العصور عرف الإنسان تربية الحمام فقد كان يستخدم الحمام الزاجل وهو نوع من أنواع الحمام منذ العصر القديم في توصيل الرسائل، وفي عصرنا الحالي إنتشرت تربية الحمام بشكل كبير جداً بين الناس فمنهم هواة تربية الحمام من أجل الطيران، ومنهم من يقوم بتربيتها من أجل التجارة، فمشاريع تربية الحمام هي مربحة جداً، ومنهم من يقوم بتربيتها من أجل الإستخدام الشخصي للأكل فقط.
وتربية الحمام في الشريعة الإسلامية تدخل في حكم المباح، إذا كانت بقصد الإستناس والابتهاج بها أو الأكل منها، أو للاستفادة من إنتاجها، لكن إذا كانت تربية الحمام فيها ضرر في إضاعة الوقت أو ضرر يلحق بالناس إذا أكلت زروعهم أو جرت حماماً مملوكاً للغير فلا يجوز تربيتها. قال ابن قدامة: "واللاَّعب بالحمام يُطيرها لا شهادة له؛ لأنَّه سفاهة ودناءة وقلَّة مروءة، ويتضمَّن أذى الجيران بطيْره، وإشرافه على دورِهم، ورمْيه إيَّاها بالحجارة".
وقال السرخسي في المبسوط: "فأمَّا إذا كان يُمسك الحمام في بيتِه يستأنس بها ولا يطيرها عادة، فهو عدْل مقبول الشَّهادة؛ لأنَّ إمساك الحمام في البيوت مباح، ألا ترى أنَّ النَّاس يتَّخذون بروج الحمامات ولم يمنع من ذلك أحد؟".
قال في الآداب الشرعيَّة: "يُكْرَهُ اتِّخَاذُ طُيورٍ طيَّارَةٍ تَأكُلُ زُرُوعَ النَّاسِ، وتُكْرَهُ فِرَاخُهَا وبَيْضُها، ولا تُكْرَهُ المُتَّخَذَةُ لِتَبْلِيغِ الأخْبَارِ فَقَط"، قالَ المَرُّوذِيُّ قُلْت لأبِي عبداللَّه ما تَقُولُ في طَيْر أُنْثَى جَاءَتْ إلى قَوْمٍ فأزْوَجَتْ عِنْدَهُمْ وفَرَّخَتْ، لِمَن الفِرَاخُ؟ قالَ يَتْبَعُونَ الأُمَّ، وأظُنُّ أنِّي سَمِعْته يَقُولُ في الحَمَامِ الَّذِي يَرْعَى الصَّحْرَاءَ أكْرَهُ أكْلَ فِرَاخِها، وَكَرِهَ أنْ تَرْعَى في الصَّحْرَاء، وقَالَ تَأْكُلُ طَعَامَ النَّاس.
وقالَ حَرْبٌ: سَمِعْتُ أحْمَدَ قال لا بَأْسَ أنْ يَتَّخِذَ الرَّجُلُ الطَّيْرَ في مَنْزِلِه، إذَا كَانَتْ مَقْصُوصَةً لِيَسْتَأْنِسَ إلَيْها، فَإنْ تَلَهَّى بها، فإنِّي أكْرَهُهُ، قُلْت لأحْمَدَ إن اتَّخَذَ قَطِيعًا مِن الحَمَامِ تَطِيرُ؟، فكَرِهَ ذَلِكَ كَرَاهَةً شَدِيدَةً، ولم يُرَخِّصْ فِيه إذا كَانَتْ تَطِيرُ، وذَلِكَ أنَّهَا تَأْكُلُ أمْوَالَ النَّاس وزُرُوعَهُمْ.
وَقَالَ مُهَنَّا سَأَلْت أبا عَبْداللَّه عَن بُرُوجِ الحَمَامِ الَّتِي تَكُونُ بِالشَّامِ، فكَرِهَها وقَال تَأْكُلُ زُرُوعَ النَّاسِ.
ومعنى الأحاديث السابقة أنه لا ضرر من تربية الحمام إذا كان لا يؤدي أو يلحق ضرر بالناس، على أن تتم تربيتها وفقاً لشروط أهمها توفير المأوى المناسب من أعشاش، توفير الماء والغذاء المناسب لها، الاهتمام بنظافتها حتى لا تصيبها أمراض مضره قد تضر بالإنسان نفسه.
وتشتهر العديد من أنواع الحمام منها الحمام الزاجل الحمام الهزاز، حمام الكشك، حمام الكنج، الحمام البخاري، الحمام الحلبي، الحمام الهندي، والباكستاني.
وأخيرا الحمام طائر لطيف جميل، كثير من الناس يستمتعون بتربيته والاهتمام به من باب التسلية ليس أكثر.