و هل هناك اجمل وافضل من رضا الوالدين ، تمنيا لك السعادة دائما ، تعبا لأجلك أنت ، فضلاك على أنفسهم ، سهر ليالي على المرض ، و تعبت حمل وولادة ، و من يعمل ليل نهار لأجلك أنت ، ومن يحتضنوك عند الحزن ، و من أحبوك أكثر من روحهم ، و من شقي لتوفير الحياة الكريمة لك ،جنة مفتاحها الرضا و الطاعة ، رضا الوالدين مربوط برضا الله ، أحب الأعمال إلى الله ، ينجي من الهلاك ، يساعد على تخطي مشاكل وعيوب و أعباء الدنيا و ذهاب الهم و الحزن ، و إن كان الله قد أمرنا بطاعة الإباء ، فسيوسع الله رزقك و يعينك على تحمل أعبائك و يطيل في عمرك ، و من حقوق الوالدين علينا حسن المعاملة ، و الاهتمام بهم ، و عدم التفر بوجههم ، و عدم نهرهم ، و احترامهم ، و مساعدتهم ، و عدم إساءة الأدب معهم و التطاول عليهم بالأصوات أو الفعل ،و توفير متطلباتهم ، و مراعاة شيخوختهم ،و إتمام الصلة لهم ، عدم مقاطعتهم و رفع الصوت عليهم ، الاستئذان منهم قبل السفر ، شكرهما و الدعاء لهم ، و الإنفاق عليهما عند الحاجة ، و الإحسان لهما ، و نهى عن احتقارهم و التملل منهم أو الاستثقال منهم ، و لا تنظر لهم نظرة سيئة بطرف العين ، و كن لينا لطيفا معهم و بتأدب واحترام و إكرام ،و دعاء بالرحمة لهم بعد موتهم ، عدم مخالفة طلباتهم إلا بما يغضب الله ، و ترك عقوقهما ، و إبعادهم عما قد يؤذيهم، و التودد لهم و التأدب معهم في مشيك وطعامك ، و تواضع لهم و تذلل لهم ،و تخدمهم و تجيب دعواتهم ، و تتجاهل أخطائهم و الحرص على إسعادهم وراحتهم .
و قد جعل الله البر في ألام اكبر ، فحب الوالدين لن تحظى عليهم أبدا لا بزوج ولا بابن ولا بقريب ولا بصديق ، فاحذروا من عقوق الوالدين الذي تكون نتيجته الهلاك ، و تكون نهايته في النار ، و لقد أكد الله على الإحسان بالوالدين بفترة الكبر و ذلك لا يعني أن لا نبرهما عندما يكونا شبابا و لكن لان في كبرهما يكونا أحوج للاحسان و البر ، فيجب إظهار الحب لهما ، و الإنصات إليهم ، فقلد اعتبر الإسلام بان طاعة الوالدين من احسن وأفضل العبادات للتقرب إلى الله ، فالوالدين هم سبب وجودك بعد الله ، وهم أحق بالشكر وتقديم العرفان ، و هم أحق الناس بالصحبة ، واعتبر الإسلام مكانته قبل مكانة الجهاد ، ولقد أمر الإسلام ببر الوالدين وحتى إن لم يكونا مسلمين.