الوالدان
ممّا لا شكّ فيه بأنّ الأسرة هي نواة المجتمع والمكوّن الرئيسي له، ويجب الاهتمام بأمر الأسرة وتكوينها السليم حتّى نحصل على مجتمع متماسك لنا ولأبنائنا، وأساس الأسرة هم الوالدان، حيث يربطهم ببعضهم البعض رباط قوي تملؤه قيم الرحمة والمودّة التي خلقها الله في قلوب البشر، ويقومون بإنجاب الأطفال وتربيتهم على حساب صحّتهم وأحلامهم، فهم الآن كلّ أحلامهم وآمالهم للمستقبل، ولا يمكن أن تقوم الأسرة إلّا بوجود والدين سليمين دينيّاً وعقليّاً ونفسيّاً؛ حتّى يقومان بتربية أطفالهم بالشكل السليم ويخرجونهم أفراداً صالحين للمجتمع.
لا يمكن لأحد أن ينكر فضل الوالدين على أبنائهم، فهم السبب الرئيسي لوجودهم، فهم من سهروا وتعبوا من أجل تربية أبنائهم تربية سليمة ومن أجل تحقيق كافة سبل الراحة لهم. فهي الأم التي حملت بطفلها تسعة شهور على حساب راحتها وصحّتها وغذائها، وتحمّلت الكثير والكثير من الألم أثناء ولادته بكل فرح وأمل على أن يخلق طفلها بأكمل صورة، وقامت بإرضاعه والسهر على راحته ورضائه، وهو الأب الذي يسعى في الأرض لكسب رزق أطفاله لكي يحضر لهم كل ما يسد احتياجاتهم الأساسية، وهو من يقومهم ويوجههم إلى طريق الخير والصلاح، ويحميهم من الأضرار والأخطار التي قد تعترّض طريقهم، فالوالدين هما من يربيان أطفالهم ويعلمانهم معنى الحياة، والطفل بلا والدين قد يكون معرضاً للضغوطات النفسية والمادية والأخلاقية غير السوية؛ لأنّه لن يجد من يحبّه ويخاف عليه وعلى مصلحته كما يفعلان.
برّ الوالدين
من حقّ الوالدين على أبنائهم أن يقوموا ببرهم والإحسان إليهم، وذلك من خلال القول والفعل وبالمال والأنفس، وهذا أمرٌ من الله تعالى بقوله سبحانه: "وَقَضَى? رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، فمن حقّهم أن يحترمهم أبناؤهم ويحسنوا إليهم بالقول وينصتوا لهم، ويقدّموا لهم الرعاية والاهتمام عند كبرهم كما قدموا هم لأبنائهم في صغرهم، حتّى يتحقّق التوازن الأسري وبالتالي الاجتماعي، وفي حال لم يبر الأبناء والديهم وقاموا بتعنيفهم ورفضهم، سيؤدّي هذا إلى الضرر بهم وخراب المجتمع، ومن الآثار المترتبة عن عقوق الوالدين، ما يلي:
- خلق جوٍ غير مريح في الأسرة.
- عدم احترام الآخرين للعاق وتحقيرهم له.
- يتربّى أبناء العاق بجوٍ غير سليم أخلاقياً، ممّا يؤدّي إلى عقوقهم لوالديهم عندما يكبرون.
- لن يلقى من الله تعالى سوى الغضب وقلة التوفيق في الحياة.
- التعرّض للأذى من دعاء والديه عليه.
- عدم قبول قيامه في ليلة القدر، وكذلك صيامه.
- سيكون عقابه وخيماً يوم القيامة، فلن يلقى سوى جهنم وبئس المصير.
التربية غير السليمة للطفل ستؤدّي إلى خلق شخصية سيئة له والتي قد تؤدّي إلى اتصافه بقسوة القلب وعدم احترام الوالدين، فحرمان الطفل من كل حقوقه وهو صغير يمكن أن يدفعه لحرمان والديه من حقوقهما عليه وهو كبير، كذلك إهمال تعليمه القيم السليمة وتربية شخصيته قبل بناء جسده.