"قل سيرو في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الأخرى إن الله على كل شيءً قدير"(العنكبوت :20).
يعد خلق الإنسان من آيات الله العظيمة والتي تمر بمراحل كما أخبرنا القرأن الكريم؛ ويتكون الإنسان من جزئين جزء ملموس وجزء محسوس وهما الجسد والروح، ويعتبر الماء هو العنصر الاول في خلق الإنسان قال تعالى: "أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاُ ففتقناهنا وجلعنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون" (الأنبياء :30).
إن الإنسان يمر بعدة مراحل حتى يصبح إنسانا متكاملا، فتبدأ هذه المراحل من الحيوانات المنوية أو النطفة وهي لا ترى بالعين المجردة ويبلغ طولها أقل من جزء من مائة جزء من المليمتر وتمتلك ذيل يساعدها على السباحة للوصل إلى الهدف، تتسابق النطاف وتنطلق نحو البويضة في محاولة لاختراقها، كما وتحيط كمية كبيرة من النطف البويضة فتنجح نطفة واحدة في الاختراق وتتحد النطفة بالبويضة، وبعد دخول الحيوان المنوي تفرز البويضة مادة تقوم بإغلاق البويضة أمام بقية الحيوانات المنوية، بعد أربعة أيام من عملية اختراق الحيوان المنوي للبويضة تبدأ البويضة بالتكاثر مشكّلة النطفة المشاج، ثمتتحول الخلية الملقحة إلى مجموعة من الخلايا التي تتعلق بالرحم وهي ما تعرف بالعلقة، وسبب تسميتها بهذا الإسم لأنها تتعلق بجدار الرحم قال تعالى: "ثم كان علقة فخلق فسوى" (القيامة :38)، ثم بعد ذلك تتطور العلقة لتصبح مضغة وهي عبارة عن قطعة لحم وعليها آثار مضغ ويبلغ طولها أربعة ملم، حيث تبدأ في هذه المرحلة أجهزة الجنين بالظهور فيظهر الجهاز العصبي والقلب والدماغ والجهاز التنفسي والكبد والكليتين قال تعالى: "خلق الإنسان من نطفة فإذا هو حصيم مبين" (النحل :4).
في الأسبوع السادس من مراحل خلق الإنسان تبدأ مرحلة تشكل العظام حيث يبدأ قلبه بالخفقان ويبدأ دماغه بإصدار الموجات الكهرومغناطيسية للتجاوب مع الأم؛ وفي الأسبوع السابع والثامن يبدأ ضهور العضلات التي تكسي العظام، وفي البداية من الأسبوع الثامن تبدأ العضلات بالحركة وكما تظهر طبقات الجلد في هذه المرحلة، بعدها تظهر بقية أعضاء الجسم من عيون وأذنين وغيرها، وتبدأ بالتحرك وتستمر هذه المرحلة حتى نهاية الحمل، اما في الأسبوع التاسع تبدأ الأعضاء التناسلية بتمييز للجنين ذكراً أو أنثى، وفي الأسبوع العاشر تظهر الأظافر ويبدأ الجنين بالتثاؤب بعدها تبدأ أعضائه بالنمو السريع وتبرز أعضائه التناسلية ويمرن نفسه على الرضاعة عن طريق لعق ومص الأصابع؛ ومع نهاية الشهر السادس يكتمل الجنين كلياً وهو الحد الأدنى لنموه وإكتماله؛ ومن الممكن أن يخرج في الشهر السابع أو الثامن ولكن المدة المناسبة والمحددة هي تسعة أشهر، وبعد تسعة أشهر يخرج الجنين طفلاً متكاملاً متعلماَ للرضاعة ويكبر حتى يصبح إنسانا بالغاً، قال تعال: "ثم يخرجكم طفلاً " (غافر :67)، فسبحان من خلق الإنسان فأحسن خلقه وتدبيره، خلقه بشكل جميل وميزه عن باقي مخلوقاته بالعقل والتفكر.
