بورما أو ما يطلق عليها "ميانمار" أو "جمهوريّة إتحار ميانمار بورما"، هي أحد دول آسيا الجنوبيّة الشرقيّة. كانت هذه الدّولة خاضعة للحكومة البريطانيّة في عهد إحتلالها للهند، وإحدى ولايات الهند البريطانيّة، وقد إنفصلت عنها في عام 1937م.
كانت بورما إحدى المستعمرات البريطانيّة سابقاً، وقد نالت إستقلالها عام 1948م بعد حرب ومواجهة عنيفة لنيل الإستقلال. ففي عام 1940م قامت جماعة "الرّفاق" بتكوين جيش بورميّ للإستقلال بهدف مواجهة الإحتلال البريطاني، وقد تكالبت عليها اليابان وبريطانيا في محاولة كلّ منها ضمّها إلى مستعمراتها وإحتلالها لنهب ثرواتها. وفي نهاية الحرب العالميّة الثانية أعادت بريطانيا ضمّها إلى مستعمراتها، وقد نالت إستقلالها أخيراً في عام 1948م.
بورتعرف على ما هى كما سبق أن ذكرت أحد دول آسيا الجنوبيّة الشرقيّة، وتمتد على خليج البنغال، بينما يحدّها من الشمال الصّين والهند وتايلند، ويحدّها من الجنوب سواحل خليج البنغال والمحيط الهنديّ، ومن الشرق تحدّها جزيرة ملايو، أمّا أكبر مدنها وعاصمتها السابقة يانغون أو رانغون، والعاصمة الحاليّة هي "نايبيداو".
أمّا سكّان هذه الدّولة فغالبيتهم السكّان الأصليين وهو في معظمهم بوذيّون وافدون من وسط قارّة آسيا. كما ويشكّل الأركانيّون نسبة لا بأس بها من سكّان هذه الدولة، وهم مسلمون تنحدر أصولهم من اليمن، والجزيرة العربيّة، وبعض بلاد الشام، بينما تشكّل نسبة قليلة منهم من الهنود والباكستانيين والبنغلاديشيين. عدد سكان هذ البلد تزيد عن خمسة وخمسين مليون نسمة، وتشكّل المسلمون منهم 15% من عدد السكان.
وسياسة هذه الدّولة كانت تقوم على الحكم العسكري والذي استمرّ منذ عام 1962م حتّى عام 2011، حيث سيطرت الحكومة العسكريّة على أعمال الدّولة. وقد جرت إنتخابات في البلاد في محاولة القيام بإصلاحات وتغييرات في البلاد، وقد أجروا إنتخابات عامّة في عام 2010م، وقد فاز فيها حزب التضامن والتنمية الإتّحادي.
تتميّز هذه الدّول بالتّنوّع العرقيّ واللغوي والثقافي لسكان هذه البلاد، حيث فيها أكثر من 140 عرق منهم البورمان والمسلمون والروهينغا والأراكان وغيرهم. أمّا اللّغات التي توجد في البلاد، فكانت اللّغة البورميّة هي اللغة الرسميّة في البلاد، وتوجد فيها أيضاً اللغة الإنجليزيّة، وفيها أيضاً اللغة التبتيّة والصينيّة. وتتعدّد الديانات في بورما منها الإسلام، والبوذيّة، والمسيحيّة، والوثنيّة، بينما البوذيّون هم الغالبية العظمى. أمّا الغذاء الرئيس في هذه البلاد فهو الأرز، والسمك، والخضراوات، إضافة إلى الفواكة المفضّلة لديهم، كالموز والحمضيّات.
يواجه المسلمون في بورما إضطهاداً وتعذيباً لا مثيل له فقط بسبب إعتناقهم للإسلام. ومن آخر هذه المجازر ما حدث في عام 2012م، حيث قام الجيش البورمي بقتل أحد عشر مسلماً بدون أي سبب يذكر، مما أدّى إلى إحتجاجات عنيفة قي أراكان المسلمة، وتتالت المجازر والضحايا آنذاك، حيث ذكرت بعض الإحصاءات مقتل أكثر من ألفي مسلم بعد تعذيبهم وحرقهم وحرق منازلهم.
وفي عام 2013م تعرّض المسلمون لمحرقتي "ميكتيلا" و "باقو"، وقد تغافل الإعلام عن ذكرها. وقد راح ضحيّة هاتين المجزرتين أكثر من ثلاثمئة وخمسين قتيلاً مسلماً، وتمّ تدمير أكثر من سبعة عشر مسجداً.