مدينة أستانا عاصمة دولة كازاخستان الحديثة والتي انتقلت إليها من العاصمة القديمة ألماتي، ومعناها الحرفي في اللغة "النجاح" وقد تم إقرارها كعاصمة للبلاد في عام 1994 ميلادي بأمر من الرئيس نزار باييف وأصبحت رسمياً عاصمة للبلاد في عام 1998 ميلادي، وقد تطورت المدينة كثيراً في تسعينات القرن الماضي ولحد الآن أي حصل لها تطور ورقي في مدة زمنية تقارب 17 عاماً بفضل الإدارة الحكيمة والجيدة من قل الحكومة الكازاخية .
دولة كازاخستان في الأصل كانت دولة يعيش بها قبائل من الصيادين ومربي المواشي الرحل وقد تطور السكان مع الوقت، حيث يعود أصول سكان أستانة لعدة عروق (كما في الدولة بشكل عام) فهنالك الأصول الروسية والأصول الكازاخية وأعراق أخرى توطنت منذ مئات السنين في الأراضي الكازاخية مثل البولونيون والشيشان والفولقا وتاتار القرم، وهذا المزيج شكل روابط رائعة بين الأعراق والأديان والأجناس المختلفة.
تقع أستانا بين عاصمتي روسيا والصين أي بين موسكو وبكين، مناظرها الطبيعية خلابة ومتنوعة بالنسبة لحجمها المتوسط ما بين عواصم العالم والذي يقارب 722 كيلومتر مربع خاصة نهر إشيم الشهير، في الصيف يكون جو المدينة لطيفاً وجميلاً أما في الشتاء يتحول الطقس لشديد البرودة وقد تصل درجات الحرارة في بعض أوقات العام -30 درجة مئوية.
نشأة المدينة كان في عام 1810 ميلادي على يد الأمبراطورية الروسية التي كانت تحتل معظم أراضي شمال آسيا ومنها كازاخستان وأستخدمت روسيا أراضي أستانا كحصن لها ، وأبان حكم ستالين للإتحاد السوفياتي قدم ستالين مشروع يطلق عليه الأراضي العذراء وشمل المشروع أغلب مناطق كازاخستان ومنها منطقة العاصمة أستانا وقد استقلت البلاد في عام 1991 ميلادي بعد سقوط الإتحاد السوفياتي، وتحوي على الكثير من المناطق الترفيهية والمطاعم والمجماعات التسويقية تناسب جميع وكافة فئات المجتمع، ومواصلاتها سهلة ومتوافرة للجميع من المطارات وسكك الحديد التي تصل بين أحياء المدينة وبين المدن الكازاخية الأخرى وبين دول الجوار مثل قيرغيزستان و روسيا وأوكرانيا.
معالم أستانا متنوعة أشهرها شعار شجرة الحور الذي يمثل الدولة سياحياً وانشهرت به حول العالم، وتشتهر بأبراجها السياحية ومساجدها خاصة المسجد الكبير الذي أرفق بمكتبة ضخمة في عام 1995 ميلادي، ومن المعالم الحديثة للمدينة القصر الرئاسي والذي يمتد لنهر إشيم جنوباً ويطلق عليه إسم (أكوردا)، والمدينة بشكل عام تم بنائها من الصفر وشهدت تطور هائل في فترة زمنية قصيرة وفتح أفاقاً للمستقبل في دولة رضخت للسيطرة الروسية والسوفياتية لقرون طويلة، وقد وفرت المدينة فرص عمل جديد هائلة لسكانها الجدد الذين انتقلوا إليها وعددهم يقارب المليون نسمة.