سوريا أو الجمهورية العربيّة السوريّة هي واحدة من أقدم الأماكن في العالم التي عَرفت قيام الحضارة البشريّة، حيث كانت تُمثّل سوريا القديمة والتي كانت تضم مناطق أكثر اتّساعاً من الدولة السوريّة الحديثة التي اتخذت حدودها الجغرافيّة الحاليّة كأحد بقايا الحقبة الاستعماريّة، وكانت تُمثّل سوريا قديماً كل منطقة الشام وأجزاء من العراق الحديثة. وكانت تُعرف سوريا والعراق بمنطقة الهلال الخصيب التي كانت وما زالت تمثّل المحرّك الأوّل للسياسة الدوليّة والعلاقات بين العديد من الدول في العالم نظراً للموقع الجغرافيّ الاستثنائي الرابط بين القارات الثلاث، والقدرة على التحكّم في خطوط المواصلات والاتصالات ونقل البضائع والطّاقة إلى مختلف أنحاء العالم.
الجمهورية العربيّة السوريّة هي جمهوريّة مركزيّة تقع في غرب آسيا ضمن المنطقة المعروفة في الجغرافيا السياسيّة بمنطقة الشرق الأوسط، ويحد سوريا من ناحية الشمال تركيا، ومن ناحية الشرق دولة العراق، وجنوباً المملكة الأدرنية الهاشمية، ومن الغرب كل من لبنان، وفلسطين، والبحر المتوسّط، وعاصمة سوريا مدينة دمشق ومدينة حلب هي أكبر مدنها، كما وتتألّف سوريا من أربع عشرة محافظة.
تتنوّع مظاهر الجغرافيا الداخليّة في سوريا بين المرتفعات، والسهول، والجبال، ففي ناحية الشمال الغربي توجد سلاسل جبلية مختلفة مثل سلسلة جبال لبنان الغربيّة التي تقع على الحدود مع لبنان، وتضم تلك المنطقة أعلى الجبال في سوريا، بالإضافة إلى سلسلة جبال القلمون والنبك في الشمال أيضاً. أمّا في الشمال الشرقي فتوجد بعض الجبال أيضاً مثل سلسلة الجبال التدمُريّة، هذا بالإضافة إلى السهول التي تغطّي مساحات واسعة من البلاد مثل سهول غوطة دمشق التي تبدأ من نواحي جبل الشيخ وحتّى مشارف سلاسل جبال القلمون، بالإضافة إلى سهول الساحل السوري وسهل الغاب
وأدّى التنوّع في الظروف البيئيّة في سوريا واتساع مساحتها إلى انقسام كبير في ظروفها المناخيّة، حيث تختلف حالة المناخ في المناطق الساحليّة عن المناطق الداخليّة بشكل كبير، ففي المناطق الساحليّة يسود مناخ البحر المتوسّط الذي يمتاز بأنّه حار جاف في فصل الصيف، وبارد مع هطول الأمطار في فصل الشتاء، أمّا في المناطق الداخليّة فإنّ المناخ قاريّ يمتاز بقلّة الأمطار والبرودة القارسة في فصل الشتاء مع تساقط الثلوج على المناطق المرتفعة عن مستوى سطح البحر، وفي الصيف فإنّ درجات الحرارة تكون مرتفعة مع ميلها للاعتدال في المناطق الجبليّة والهضاب بحكم الموقع.
اللغة الرسمية في سوريا هي اللغة العربيّة بحكم دستور البلاد، وقد دخلت إليها العديد من التأثيرات خاصّة من اللّغة السريانيّة التي كانت اللغة الأكثر انتشاراً في البلاد قبل انتشار اللّغة العربية، إضافة إلى التأثيرات الفرنسيّة والتركيّة من بقايا الحقب الاستعمارية.
