السمنة وزيادة الوزن والكرش
عندما تتراكم الدهون في جسم الإنسان لتزيد من وزنه ويتجاوز مقياساً معيناً يعتبر مصاباً بزيادة الوزن، وفي حال زاد هذا التراكم أكثر فإنه يعتبر مصاباً بالسمنة وزيادة الوزن التي تؤدي إلى مشاكل وعيوب صحية عديدة والتي تعتبر مرضاً بحد ذاتها، وتكون أعراضها واضحة للعين، كما أنّها تتميز بكبر حجم الخلايا الدهنية (3)، حيث ترفع السمنة وزيادة الوزن من خطر العديد من الأمراض المزمنة؛ مثل: السكري، والضغط، وأمراض الجهاز القلبي الوعائي، وبعض أنواع السرطان (2) كما أنّها ترفع من خطر الإصابة بالسكري لدى الأطفال والمراهقين، وترفع من التكاليف العلاجية ومن عدد زيارات العيادات والمستشفيات (3).
توزيع تراكم الدهن في الجسم
عندما يقوم الجسم بمراكمة الدهون الزائدة فإنّ مكان تراكم هذه الدهون يختلف من شخص إلى آخر، ومع أنّ ما هى اسباب هذه الاختلاف ليست واضحةً تماماً، إلا أنّه يوجد عواملاً معينةً تزيد من احتمالية تراكم الدهون في أماكن معينة، فمثلاً يحصل التراكم في منطقة البطن في الرجال أكثر من النساء، في حين يحصل التراكم في منطقة الأرداف بشكل أكبر لدى النساء في عمر الإنجاب، كما أن فرصة تراكم الدهون في منطقة البطن تزداد لدى الرجال مع التقدم في العمر، كما أنها تزيد في النساء بعد سن اليأس، وتسمى السمنة وزيادة الوزن التي تتميز بالكرش بشكل التفاحة أو بالشكل الذكوري للسمنة أو بالسمنة وزيادة الوزن الوسطية، في حين تسمى السمنة وزيادة الوزن التي تتميز بتراكم الدهون في منطقة الأرداف بشكل الكمثرى، وتعتبر السمنة وزيادة الوزن الوسطية التي تتميز بظهور الكرش أكثر خطورةً على الصحة من الشكل الآخر، حيث أنّ هذه الدهون الموجودة حول الأعضاء الهامة هي التي تقوم برفع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ويتم استعمال محيط الخصر كمقياس للسمنة الوسطية (الكرش)، حيث يجب أن لا يتجاوز قياس محيط الخصر 88 سم في النساء و 102 سم في الرجال (2).
عادات سيئة تؤدي إلى زيادة الوزن وظهور الكرش
- تناول الطعام بكميات كبيرة بحيث يصبح عدد السعرات الحرارية المتناولة يومياً أكبر من احتياجات الجسم، وبالتالي يقوم الجسم بتخزين هذه الزيادة على شكل دهون متراكمة، وقد يحصل هذا التراكم في منطقة البطن ليؤدي إلى تكوّن الكرش (4).
- سوء الاختيارات التغذوية، بحيث يقوم الإنسان بتناول الأطعمة أو المشروبات العالية بالسكر والدهن والسعرات الحرارية والمنخفضة بالعناصر التغذوية والفوائد الصحية، ومن أمثلة هذه العادات تناول المشروبات الغازية الذي أصبح جزءاً أساسياً من حياة الكثيرين، وتناول الوجبات السريعة التي تكون دائماً عاليةً بالدهون والسعرات الحرارية، وتناول كميات كبيرة من الأرز والخبز والحلويات، حيث أن تناول هذه الأطعمة يسبب زيادة تناول السعرات الحرارية ويجعلها تحتل أماكن بدائلها الصحية في حمية الفرد من الفواكه والخضار والعصائر الطبيعية والحليب المنزوع الدسم، الأمر الذي يساهم في زيادة الوزن وتكون الكرش ويحرم الشخص من الكثير من الفوائد الصحية (4).
- قلة النشاط البدني، حيث أن أنماط الحياة العصرية تعمل على خفض النشاط البدني وتقلل من الحركة، حيث يمارس أكثر الناس أعمالهم وهم جالسون وراء المكاتب، كما أنّ اهتمام الأطفال والمراهقين تحول من الألعاب التي تحتاج إلى مجهود بدني مثل: الركض، وكرة القدم، وكرة السلة، وغيرها إلى الاهتمام بالألعاب الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يؤثر سلباً على حجم الطاقة التي يقوم الجسم بحرقها ويساهم في زيادة الوزن وظهور الكرش لدى الكبار والصغار، مع العلم أنّ زيادة الوزن أثناء الصغر تجعل التخلص منها أكثر صعوبةً في سنوات الحياة اللاحقة (4).
علاج و دواء السمنة وزيادة الوزن والانتهاء والتخلص من الكرش
لكي يتم الانتهاء والتخلص من الكرش يجب أن تتم معالجة مشكلة السمنة، فلابد من خسارة الوزن والتخسيس حتى نستطيع الانتهاء والتخلص من الكرش (4)، ولا شك في أنّ الانتهاء والتخلص من الوزن الزائد يعد أمراً صعباً لدى الكثيرين، حيث نجد أن غالبية من يعانون من السمنة وزيادة الوزن والوزن الزائد يعانون أيضاً من عدم قدرتهم على الانتهاء والتخلص من هذا الوزن، وأكبر دليل على ذلك هو معرفة هؤلاء بأضرار السمنة وزيادة الوزن على صحتهم ودورها في الأمراض المزمنة وخطر الوفاة منها، ومن أهم الشروط التي يجب توافرها في الشخص حتى يستطيع معالجة السمنة وزيادة الوزن هي: الإرادة، والمبادرة الذاتية منه في اتخاذ الطرق وخطوات اللازمة، والخيارات المتاحة أمامهم هي الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة، والعلاج و دواء السلوكي، والأدوية، والعمليات الجراحية، وتعتبر الخيارات الثلاث الأولى (الحمية وممارسة الرياضة والعلاج و دواء السلوكي) هي الخيارات المناسبة لمعالجة السمنة وزيادة الوزن وزيادة الوزن في جميع مراحلها ومستوياتها (3)، بينما يجب أن يقتصر استعمال الأدوية والجراحة في علاج و دواء السمنة وزيادة الوزن على بعض الحالات التي تتجاوز مستوى معين مع وجود الحالات الصحية التي تجعل من استعمال هذه الخيارات وما يتبعها من مضاعفات أو أعراض جانبية مبرراً (2).
ولكي يتم الانتهاء والتخلص من الكرش يمكن اتباع الطرق وخطوات التالية:
أولاً: ممارسة التمارين الرياضية وخاصة تمارين الأيروبيك: من المثبت علمياً أن ممارسة التمارين الرياضية وخاصة تمارين الأيروبيك المتوسطة الشدة إلى الشديدة تعمل على تخليص الجسم من الدهون المتراكمة في منطقة البطن، ولا تقتصر فائدة هذه التمارين على مجرد خسارة الوزن والتخسيس والدهون الموجودة تحت الجلد، ولكنها تعمل أيضا على خفض الدهون الداخلية المتجمعة حول الأعضاء الهامة في منطقة البطن، وبالتالي تخفض الخطر الذي تشكله هذه الدهون. ولكي تحصل الفائدة المرجوة من الرياضة وخاصة لدى من يالبحث عن الخسارة السريعة للكرش يجب الالتزام بممارسة هذه التمارين بانتظام لمدة لا تقل عن 10 ساعات أسبوعياً والالتزام بهذا لفترة زمنية طويلة (5).
ومن التمارين التي يمكن ممارستها لتخفيف وانقاص الكرش: المشي، القفز على الحبلة، الهرولة، الركض، الدراجة الثابتة، وحصص الأيروبيك، كما يمكن ممارسة بعض تمارين المعدة لشد عضلات منطقة الكرش (4).
- لكل من يعاني من مشاكل وعيوب صحية، يجب استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة أي برنامج رياضي جديد (4).
ثانياً: الالتزام بحمية لتخفيف وانقاص الوزن: ولتطبيق هذه الخطوة يمكن الاستعانة بخبير التغذية حتى يساعد الشخص في عمل الحمية المناسبة والتي يجب أن تقوم بخفض كمية السعرات الحرارية المتناولة يومياً عن احتياجات الشخص، ويجب في هذه الخطوة الاهتمام بمبادئ الحمية الصحية وعدم اللجوء إلى الحميات الخاطئة والتي يكثر شيوعها (2)، ويعتبر العلاج و دواء بالحمية هو الأكثر فاعلية في خسارة الوزن والتخسيس (5) خاصة إذا تم الالتزام بها على المدى الطويل (3). وتعتبر الحميات منخفضة السعرات الحرارية ومنخفضة الدهون والتي توفر الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية اليومية للإنسان هي احسن وأفضل الحميات المتبعة (4).
ثالثا: العلاج و دواء السلوكي لخسارة الوزن والتخسيس والانتهاء والتخلص من الكرش: إن أنجح طرق ووسائل خسارة الوزن والتخسيس هي تلك التي تجمع بين الحمية والرياضة والعلاج و دواء السلوكي، وتعمل على إدخال التغييرات التدريجية في نمط حياة الإنسان (2)، ويمكن اتباع الطرق وخطوات التالية في سبيل العلاج و دواء السلوكي:
- وضع خطة عمل ذات طرق وخطوات تدريجية منطقية وواقعية تتناسب مع قدرة الإنسان الشخصية على التغيير.
- تدوين ملاحظات فيما يتعلق بالأكل والوجبات والنشاط البدني حتى يتم معرفة الأخطاء بسهولة والعمل على معالجتها.
- عند تحديد مشكلة في سلوك معين يجب أن يتم استعراض جميع خيارات الحلول واختيار أنسبها.
- في حال الفشل في الالتزام في حل مشكلة سلوكية معينة يجب استعراض الحلول البديلة وإعادة تقييمها.
حمية لتخفيف وانقاص الوزن والكرش
يجب أن يتم تصميم الحمية بشكل فردي بحسب الحالة التغذوية والصحية لكل شخص، ولكن كمثال على حمية لخسارة الوزن، تعطي الحمية التالية حوالي 1300 سعر حراري يومياً، ويمكن اتباعها في الأشخاص الأصحاء لخسارة الوزن، وبشكل عام يمكن أن يسبب اتباع هذه الحمية مع ممارسة الرياضة خسارة وزن أسبوعية بحوالي الكيلوجرام الواحد في السيدات البالغات، وحوالي الكيلو ونصف في الرجال البالغين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الأرقام تعبر فقط عن معدل ما يمكن خسارته، وهي تختلف من شخص إلى آخر بحسب الطول والوزن، ويجب أن يتم حساب دقيق للاحتياجات اليومية من الطاقة لكل فرد حتى يتم معرفة حجم الوزن الذي يمكن خسارته باتباع هذه الحمية أو غيرها (4).
وجبة الإفطار: كوب حليب خالي الدسم + 55 جم من خبز القمح الكامل أو النخالة أو 1 1/2 كوب من حبوب الإفطار الجاهزة (حبوب كاملة) الغير محلاة + 1/3 كوب لبنة قليلة الدهن أو 28 جم شرائح صدر التيركي + 1/2 كوب شرحات خضار.
سناك: تفاحة صغيرة أو موزة صغيرة + كوب من الشاي الأخضر غير المحلى.
وجبة الغداء: 2/3 كوب من الأرز أو المعكرونة أو حبة بطاطا مسلوقة متوسطة الحجم أو 1 كوب فريكة. 55 جم من صدر الدجاج المنزوع الجلد المشوي أو المسلوق أو 55 جم من السمك المشوي. 1 كوب من الخضار المطبوخة أو 2 كوب سلطة خضار.
سناك: كوب وربع من حبات الفراولة الطازجة أو 3 تمرات + كوب سلطة خضار.
وجبة العشاء: كوب حليب خالي الدسم + 55 جم من خبز القمح الكامل أو النخالة + 28 جم من التونة المعلبة بالماء أو 1/3 كوب لبنة قليلة الدهن أو قطعة جبنة بيضاء قليلة الدسم بحجم علبة الكبريت + 1/2 كوب شرحات خضار.
أو كوب حليب خالي الدسم + 28 جم من خبز القمح الكامل أو النخالة + 1/3 كوب فول + 1/2 كوب سلطة خضار.
- يجب تناول 2 لتر من الماء يومياً على الأقل وشرب المزيد من الماء في الجو الحار أو عند ممارسة الرياضة، ويجب الحرص على تناول الماء بين وأثناء الوجبات.
- صممت هذه الحمية بحيث تحتوي على 4 حصص (4 ملاعق شاي) من الزيت يومياً سواءً داخل الطبخ أو خارجه.
المراجع
(1) بتصرف عن كتاب Mahan L. K. and Escott-Stump S. / Krause"s Nutrition and Diet Therapy/ 11th Edition/ Elsevier/ .The United States of America 2004/ pages 558-590
(2) بتصرف عن كتاب Rolfes S. R., Pinna K. and Whitney E./ Understanding Normal and Clinical Nutrition/ 7th Edition/ Thomson Wadswoth/ The United States of America 2006/ pages 251-305.
(3) بتصرف عن كتاب Schlenker E. D. and Long S. / William"s Essentials of Nutrition and Diet Therapy/ 9th Edition/ Elsevier/ Canada 2007/ pages 138-141.
(4) بالتوثيق من نور حمدان/ أخصائية تغذية/ 31-1-2016.
(5) بتصرف عن مقال Ohkawarna K. et al. (2007)A Dose-Response Relation Between Aerobic Exercise and Visceral Fat Reduction: Systematic Reviews of Clinical Trials International Journal of Obesity/ 31/ pages 1786-1797.