تعتبر اللغة العربية من أهم اللغات التي عرفتها البشرية على مر الزمان والعصور ، فقد عرفت منذ ما قبل التاريخ ، وبدأ الناس يتحاكون فيها ، وينطلقون ينشدون بها أشعارهم ، وأفكارهم ، وغيرها ، ومع بداية الدعوة الاسلامية ، و انتشارها في شبه الجزيرة العربية ، حظيت اللغة العربية بالكثير من الاهتمام ، وخاصة بعد أن ارتبطت بالقرآن الكريم ، فبدأت الاتجاهات واضحة وصريحة للالبحث عن اللغة العربية وتعلمها ، من أجل اتقان الدين الاسلامي ، والتعرف على مفاهيمه وأفكاره ، ومغانيه ، وتجلت اللغة العربية ، فأصبحت من أهم اللغات على الاطلاق ، فمن أراد الحضارة كان لا بد عليه من تعلم العربية ، ومن أراد الشعر والغناء ، كان عليه أن يقوم على مبدأ التعلم في المقام الأول والاخير ، فلا عجب حين نصنفها على أنها الاهم والأشهر ، في تاريخ البشرية ككل .
اللغة العربية :
عندما نزل القرأن الكريم على النبي صل الله عليه وسلم ، كان لا بد أن ينزل على العرب بلغتهم ، واستطاع منذ ذلك الوقت أن تكتسب العربية شرعية الدين والدولة ، واستطاعت أن تحظى بالاهتمام من كافة القبائل المحيطة وحتى البعيدة ، ولايمكننا في هذا المقام إلا أن نشهد أن لولا العربية لما استطعنا أن نتعرف على الكثير من الأشياء ، فاللغة العربية منتشرة على أوسع نطاق ، سواء بين العرب أنفسهم /، أو حتى بين المسلمين الغير عرب ، الذين اضطروا لتعلم العربية من أجل ارضاء الفكر الاسلامي الذي ينص على تلاوة القرآن الكريم كما نزل بلغته على قوم محمد صل الله عليه وسلم .
خرجت العربية من موطنها الأصلي تحت راية الإسلام، ودخلت في الإسلام شعوب، فتعرب بعضها ولم يتعرب بعض، وتشكلت الأمة العربية من المناطق التي تعربت، وهكذا غدت العروبة حافظة بأمة العرب، والمعقل الأساسي للإسلام في آن واحد معاً .
الحرب على العرب والعربية :
بعد الانتشار الواسع التي لاقته اللغة العربية ، وارتباطها ارتباطاً وثيقاً بتعاملات المسلمين ، بدأت الغزوات الاستشراقية تنهال عليها ، في محاولة جاهدة من أعداء الاسلام والعرب لتشويه العربية ، فأدخلوا عليها اللغة العامية ، أو ما يقال عليها اللغة العربية بشكلها المكسر ، وبدأت التعاملات تسري ، وانهارت اللغة العربية الفصحى الأصيلة ، التي ما عاد أحد يستخدمها إلا ما رحم ربي ، ثم بعد ذلك قام أبناء العربية انفسهم باستبدال عربيتهم بلغات غربية أخرى ، كالفرنسية والانجليزية ، وكان الهجف واضحاً منها ، وهو تشتيت شمل المسلمين والعرب ، والعمل الجاد على ضياع اللغة العربية ، التي هي بالأصل لغة الدين الحنيف ، فلا تتعجب حينما يتأخر العرب للوراء ، ويبقى صيط الغرب في المقدمة دوماً .